الدعم الثقافي والعنصرية المناطقية وشللية الداعم
من بين الأمسيات الثقافية التي حضرتها قبل مدة ولا أريد تسميتها حتى لا تُحسب حسابات الشخصنة في الموضوع
الأمسية كانت عبارة عن لقاء مع كاتب من المنطقة للحوار والدردشة معه حول روايته الأخيرة
كانت أمسية جميلة ومميزة، وما ميزها أكثر عدد الحضور الذي فاق عدد المقاعد والمكان، واعتقد أن العدد لم يكون متوقع من منظمي تلك الأمسية، لذلك لم تكن استعداداتهم كافية لهذا العدد، حيث كان اغلب الحضور يقف على رجله.
البعض من ذلك الحضور كان محسوب على الطبقة الثقافية، والبعض الآخر لا ناقة له ولا جمل وإنما كان حضوره من باب الدعم للكاتب وإكمال عدد لا أكثر وإلا اقل.
أثناء حضوري تلك الأمسية شُبه عليّ الأمر وكأنني في مباراة كرة قدم بين فريقين الرابح منهم سيأخذ كأس السوبر، وما كان ينقص جمهوره إلا الطبل والأبواق في يد المشجعين، ولم تكن عبارة عن أمسية ثقافية خصوصا بعد متابعتي عبر الفيس بوك قبل موعد الأمسية للتحشيد الكبير الذي تم من قبل بعض أصدقاء الكاتب ومن منطقته تحديداً، إضافة إلى الكاتب نفسه كان داعما لنفسه بالتحشيد عبر صفحته في الفيس بوك، لذلك كان عدد الحضور اغلبه من نفس بلدة الكاتب، صراحة ودون مجاملة من حالة الاستغراب التي عشتها تلك الليلة بسبب الحضور شممت رائحة نتنة، رائحة العنصرية المناطقية والشللية في الحضور والدعم
حيث إنني حضرت أُمسية قبلها وأُمسية بعدها وأمسيات أخرى لا علاقة لها بمنظمي هذه الأمسية ولم أجد أحداً من تلك الوجوه التي كانت هناك في تلك الأمسية الداعمة للكاتب، اعتقد أن الدعم الثقافي يفترض أن يخلوا من العنصرية المناطقية والشللية الداعمة، فالثقافة للجميع كما هو الأوكسجين في الهوا، وليس محسوبة لفريق على حساب فريق آخر، او محسوبة لمنطقة على حساب منطقة أخرى كما حدث في تلك الأمسية، إن كنت محب للثقافة ونشرها وتفشيها في المجتمع وترغب في دعمها فادعمها في من كانت وأين ما كانت متى ما كنت تستطيع الدعم، ولا تدعمها بالمحسوبية والمعرفة والمناطقية والشللية فقط وفقط.