تحذير: ننصح ضعاف القلوب بعدم قراءة المقال يحتوى على كلمات بشعة
هي رسالة تحذيرية لم نعد نجدها مكتوبة بجانب روابط ومقاطع الفيديو البشعة التي يتم تداولها بين الناس في الهواتف النقالة أو عبر مواقع التواصل الاجتماعية، كمقاطع حوادث الطريق الفظيعة التي تُخلف من وراءها قتلى وجرحى، أو مقاطع الذبح والنحر والتفجيرات والإعدامات العلنية المتزايد انتشارها بسبب إرهاب داعش المتزايد في بعض الدول العربية في وقتنا الراهن، إذ لا اعتقد أن عدم وجود هذه الرسالة التحذيرية سقطت سهواً، لكنني اجزم وبكل ثقة أن قلوب البشر قست وما عادت ضعيفة كسابق العهد، لذلك فقدت تلك الرسالة قيمتها التحذيرية وما عاد لوجودها أهمية ملزمة.
في السابق وقبل الانتشار الرهيب للهواتف الذكية التي سهلت وبسرعة كبيرة انتشار تلك المناظر والمقاطع البشعة المتداولة في هاتف الكبير منا قبل الصغير أتذكر «عجباً أصبحت ذكرى» عندما كان احدُنا يدهس بسيارته قطاً عن طريق الخطأ أو يرى صدفةً جسداً مُلقى على الأرض ملطخ بدمه بسبب حادث سير، كان الواحد منا يتأثر نفسيا ويظهر على ملامحه الضجر والحزن مدة زمنية لدرجة أن البعض منا لفظاعة الأمر كان يمتنع عن تناول الطعام بشكل مؤقت متأثرا نفسيا لما راءى، وتصاحبه في منامه الكوابيس المزعجة التي تفزعه من عز نومه طالما أن الحدث الذي شاهده ما زال يدور في مخيلته، مما يدل على أن القلوب فعلا كانت ضعيفة ورقيقة، أما ألان فلا رقة ولا ضعف فيها، واعتقد أننا لو كنا قادرين على التصوير الذاتي «سلفي» مع حادث فضيع او الجثة الملقاة على الأرض لما ترددنا لحظة، لأننا أصبحت تملك من القسوة والصلابة ما يوازي قسوة وصلابة الجبال، والدليل أننا أصبحنا قادرين وبكل ثقة على مشاهدة مقطع فيديو لإعدام رهائن نحراً كان أو ذبحاً او حتى حرقاً أو قتلا بالرصاص ونحن على مائدة الطعام نتناول طعامنا وشرابنا بكُل أريحية وهدوء واجزم أننا نتذوق الطعام بتلذذ دون ان يؤثر فينا المنظر او يحرك فينا شعرة واحدة وهذا أمر غريب والأغرب منها حتى النساء سلكوا نفس الطريق الذي نسلكه نحن الرجال.
قست قلوبكم كما قست قلوبنا بعد إن كانت لينة، فارحمونا وارحموا أنفسكم، ارحموا عقولنا وعقولكم، وارحموا قلوبنا وقلوبكم، وامنعوا تداول هذه المقاطع بينكم، أرجوكم لا ترسلوها لنا كفانا قسوة، كفانا تجريدٌ لا إرادي من المشاعر، فربما عدنا تدريجيا كسابق العهد، ربما عادة قلوبنا رحيمة وضعيفة كما كانت عليه سابقاً
تحولنا من حالة موجبة إلى حالة سالبة، من ضعاف القلوب إلى قساة القلوب، والسبب كثرة تداول تلك المقاطع بين أيدينا، تلك المقاطع التي بدءا تأثير تداولها يظهر بشكل سلبي ملحوظ على أفراد المجتمع عن طريق تفشي الجريمة، أي تزايد جرائم القتل في المجتمع وبدم بارد، وما عاد خبر انتشارها حين سماعنا لها يؤثر فينا
اعتقد أننا دخلنا في مرحلة غريبة بحيث أننا أصبحنا بحاجة إلى إعادة تأهيل نفسي، لذلك نحتاج الى حملات توعية وإرشاد عن طريق المنابر الفعالة وعن طريق مواقع التواصل الاجتماعي عن طريق الندوات عن طريق أنفُسِنا لأنفُسِنا لمنع تداول مثل هذه المقاطع الفظيعة والمناظر البشعة.