على وزارة التربية تربية مدرسيها في مصحة نفسية اولاً
اعتقد أن المجتمع السعودي برمته أو اغلبه لم ينسى بعد ذلك المقطع المؤلم للنفس الذي انتشر انتشار النار في الهشيم، حيث تم تداوله بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب، لذلك الطفل البريء تحت عنوان «أتعلم واجيك»، ذلك الطفل الذي كان يبكي بدموع حارقة إذ لم يكن قادر على القراءة او لم يكن حافظ الدرس، والمربي الفاضل والمدرس المحترم كان يصوره بهاتفه النقال، ولم يكتفي فقط بتصويره ليحتفظ به لشخصه الكريم ومتى ما أراد أن يُروّح به عن نفسه ليضحك متى ما أضجره أمر فقط ما عليه إلا أن يفتح هاتفه النقال ومشاهدته، بل تكفل أيضاً بنشر المقطع على الملأ ليضحك المجتمع على حساب ذلك طفل الذي لا حول له ولا قوة، وما هي الا فترة وجيزة حتى لحقه مقطع من مدرس محترم آخر لطفل آخر كان يشير بيده على رسمت فتاة في كتابه حيث انه كان يتمنى الزواج منها بكل براءة الطفولة، وها هو اليوم يظهر لنا مقطع جديد من مربي فاضل آخر لطالب من مدينة الإحساء ليرسم البسمة والفرحة على شفاه المجتمع برمته على حساب براءة وبساطة طفل لم يتجاوز العاشرة من العمر، فشكرا لذلك المعلم الفاضل الذي لم ينسى المجتمع حتى بالابتسامة والضحكة.
هي دناءة وخسة وسوء خلق ممن يفترض أن تكون رسالته الأولى تعليم جيل بأكمله على الأخلاق الفاضلة والتربية الحسنة قبل أن يُعلمهُ القراءة والكتابة.
إن التعليم رسالة قبل أن تكون مهنة لكسب الرزق، والرسالة أمانة ملقاة على عاتق حاملها، والسعيد من يؤدي تلك الأمانة على أكمل وجهها الصحيح وكما قال الشاعر
قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
لا علمتُ اشرف او اجل من الذي
يبني وينشئ أنفساً وعقولا
وهؤلاء المرضى تحت اسم معلمين خانوا تلك الأمانة التي لا يستحقون حملها ويجهلون تأديتها، ولو كانت هنالك عقوبات رادعة بقوة من قِبل وزارة التربية والتعليم منذُ الوهلة الأولى لأمثال هؤلاء لما تكررت هذه التجاوزات الغير أخلاقية، إذ لا اعتقد أن الوزارة بطاقمها خارج ناطق التغطية، بحيث لا يصل لأحد مسئوليها مقطع كهذه المقاطع المنتشرة، لذلك نحمل الوزارة جزء كبير من سوء تأدية هذه الرسالة الفاضلة بشكل عكسي من قبل منسوبيها، وكذلك صمت اسر هؤلاء الأطفال نحملها جزء من تكرار أذى حالة أطفالهم النفسية، فمثل هذه المقاطع حين يتم تصويرها ونشرها وتداولها من الطبيعي أن تأثر سلبا على حالة الطفل النفسية، فقد يكره العلم والتعليم والمعلم، ومن هذا المنطلق من الطبيعي جداً ان ينشئ جيل فاشل عدواني بسبب موقف فلكل فعل ردة فعل.
في الغرب لو تأذي حيوان من قبل شخص ما لقامة الدنيا من قِبل منظمة حقوق الحيوان على رأس من أذي ذلك الحيوان إلى أن يأخذوا حقه له، وفي بلادي يتأذى أطفال في مدرسة لم يبلغوا سن الحلم من قبل مدرس ولا تُحرك جمعية حقوق الإنسان ساكناً، إذ لا اعتقد أن الحيوان أفضل درجة من الإنسان، أذا كانت وزارة التربية والتعليم لا تؤدب هؤلاء المرضى وجمعية حقوق الإنسان لا تُطالِب بحق هؤلاء الأطفال إذن فإلى من يلجئون ومن يأخذ بحقهم؟.
ملاحظة: اعتذر على التعميم في العنوان فسلك التدريس لا يخلوا من الأفاضل المحترمين والكثير منهم