يجب طرد جميع الناعقين العرب من على شجرة التغريد «تويتر»
لم اعتقد أن ما كُنت ابحثُ عنه بين طيات الكُتب وصفحات المجلدات الكثيرة التي قلبتها في مكتبتي ضالة يستحيل إيجادها، فقراءتي لهذا وتصفحي ذاك لم تأتي بالنتيجة التي أنا ارتجيها، فدائما ما كانت عكس ما أريد، جلستُ حائراً متضجراً، حاولت تكذيب نفسي أو خداعها حول نتيجة البحث، تساءلت في نفسي أين يمكن إيجاد ذلك وكما أريد؟
فحتى لسان العرب والرائد هذان الكتابان اللذان اعتمد عليهما كثيرا في استخراج المعاني قد خذلاني في بحثي،
قلبتها في عقلي علّني أجد شيء فيه، إذ لا مكان لليأس في قاموسي، وفجأة لفت انتباهي أن جهازي الحاسب كان بالقرب مني، دون أن اشعر به لشدة انهماكي في البحث، فنظرتُ إليه نظرةٌ كانت كنظرة انتصار، وابتسمتُ وكأنني وجدت الضالة أخيراً، فقد تذكرت أن محرك البحث قوقل ذالك الصرح العظيم الواسع النطاق هو وجهتي الأخيرة، واعتقد انه لا ولن يرد لي طلبنا اطلبه منه، حيث انه لم يخذلني يوم من الأيام في كل ما بحث عنه فيه، فمن طبيعته الجميلة إن لم يأتي بما تبحث عنه بدقة يستحيل أن لا يجلب لك اقلها ما يشبهه، ناهيك عن محاولته للتصحيح إن شك أن ما كتبته في بحثك كان خاطئ، فكانت النتيجة مفاجئةٌ لي، وطامةٌ كبرى عليّ، كانت مخيبة للآمال فقد صفعني صفعة لا أنساها طول حياتي، خذلني هو الآخر ولأول مرة، وليته اكتفى بذلك وكفى، وإنما أحرجني دون تردد، قال لي يا ذكي إن ما يصدره الغراب من صوت اسمه نعيق وليس تغريد، فالتغريد لحن جميل يتلذذ به السامع عند سماعه له، وهو بمثابة غذاء للروح حين استطعامه، وحتى الطائر الذي اسم صوته تغريد شكله ولونه جميل عكس من اسم صوته نعيق، فالنعيق يصم الأسماع ويفزع الروح، فحذارِ أن تخلط بين هذا وذاك، حتى لا تختلط عليك المعاني مرة أخرى، ففارق كبير بين الغراب وطائر الكناري، فارق كبير في الشكل واللون والحجم والصوت، فارق كبير حتى بالنظر إلى هذا وذاك، لم يكن بحثي الا اعتقاد مني بكل ثقة أن صوت الغراب اسمه تغريد وليس نعيق، هكذا هو فهمنا كعرب لموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»
« twitter»
وأقولها كعرب كوني عربي أرى واقرأ ما يدور في هذا الموقع من نعيق ننعق به، حيث أننا اعتقدنا وأيقنا إيقان إن ما نكتبه هناك تغريد كاللحن الجميل الذي يصدره طائر الكناري
واعتقادي أن مثل هذه الموقع ما أُنشئت الا لكتابة كل ما هو جميل وليس كل ما هو قبيح، لكتابة ما يذود في خواطرنا من جمال المعاني والكلمات التي تعبر عن أحاسيس ومشاعر كل من يملك جمال الروح، أُنشئت لكتابة كل ما هو مفيد ويبعث في النفس السرور، لذلك من أسس الموقع اسماه تغريد وليس نعيق، ولو كان هدفه من التأسيس كي ننعق فيه لأسماه نعيق، لا اعتقد انه أخطأ في التسمية ولكنني اجزم واقسم أن نحن من أخطئنا الاستخدام، فهذا هو ما اعتدنا عليه من سوء الاستخدام في كل الأشياء المفيدة والجميلة، وليست هي المرة الوحيد وليست هي الأخيرة في سوء استخدامنا للأشياء،
بالنظر إلى موقع التواصل الاجتماعي تغريد نجد انه ساحة من ساحات الصراع الطائفي البغيض، فيه الشتائم والسباب، فيه التعدي بالألفاظ البذيئة من طرف على طرف آخر، فيه الاتهامات القذرة، فيه الغيبة والبهتان والنميمة، فيه العنصرية، فيه التشهير والفضيحة، فيه أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين،
موقع غريب رغم جماله لكن الغرابة ليست فيه وإنما في من هم فيه، حين تقف على تلك الشجرة لتستعرض أصواتك الجميلة بالتغريد يفاجئك الحال أن كل من هم حولك ينعقون، ولكن بلباس طائر اسم صوته تغريد، وهنا تكمن المصيبة ما عليك الا ان تهاجر من على تلك الشجرة محبط تجر أذيال اليأس والخيبة، او... او تغير موجة صوت من تغريد الى نعيق وتكون طائرا بشكل المغرد ولكن بصوت نعيق.