الحرائقُ السياسيةُ وغيابُ دورِالأطفاء
تشتعلَ الحرائقُ في بعضِ غاباتِ كلِ من ولاية أريزونا وكولورادو وأوريجون، في فصل الصيف والذي يؤثر بدوره على النمو السكانى في المناطق السكنية القريبة من الغابات والمراعى، حيث أن لتغيرالمناخي سبب زاد بشكل كبيرمن خطر نشوب حرائق فى الغابات ومن زيادة التكاليف الناجمة عن ذلك والتي تسببت في خسائر مادية وإقتصادية مكلفة جدا مما جعل من الرئيس باراك أوباما يطلب من الكونجرس في مقترحاته أن يتم تغييرالطريقة التى تمول بها التكاليف المرتفعة لمكافحة حرائق الغابات، كما أوضحه مؤخراً المتحدث الاعلامي باسم البيت الأبيض جي كارني.
وفي المقابل، هناك حرائق تعد أشد خطورة وفتكآ بالبشروالحجر، والتي هي الحرائق السياسية المصبغة بالردا الديني والتي لها قدرة في التمدد وتعتمد اسلوب المباغته، وأن الاحداث التي واكبت حركت الاحتجاج في دول الربيع العربي لا تزال ُ آثاره واضحة حتى يومنا هذا، والتي على إثرها كان مظهرالقمة العربية الأخيرة المقامة في الكويت هزيلاً جدا ووالتي اثٌقلت بملفات سياسية واقتصادية اقليمية ودولية وذلك نتيجية لتراكم الأخفاقات في القضايا الجوهرية في المنطقة كالقضية الفلسطينية والتي هي القضية المركزية منذ قرابة السبعة عقود، وقد تبعتها القضية السورية والتي وأصبحت هي القضية المركزية التي من خلالها يدور حجرالرحى السياسي في دول الربيع العربي وارتباط احداثها في الدول المجاورة والاقليمية.
وقد لعبت حكومة تركيا ممثلة بقيادة رئيس حكومتها الرئيس رجب طيب أردوغان، ادوار سياسية في المنطقة وذلك من خلال رفع شعارات الديمقراطية في خطابه السياسي وتحركاته والتي تخلى عنها بصورة إنقلابية ضد الديمقراطية من خلال حجب مواقع التواصل الأجتماعي ابتداء بغلق موقع تويتر، وتهدايداً بحجب موقع اليوتيوب والتي اشارت اليه قناة الحرة في موقعها الالكتروني، بعد ما أصبح الصوت والصورة التي يطلقها مستخدموا مواقع التواصل الاجتماعي في الشبكة العنكبوتية الذي ينافس الاعلام الرسمي للحكومات ومؤسساتها.
تلقى الشارع التركي موضوع حجب تويتر واليويتوب بالسخرية على القرار وذلك للقدرة الفنية التي من خلالها يستطيع مرتادوا المواقع الاجتماعية من تجاوز الحجب وهو الأمر الذي وضع الرئيس التركي في موقف إعلامي محرج خاصة عندما رفض موقع تويتر ازالة الملفات التي نشرها المستخدمون لتويتر في تركيا والمتعلقة بقضايا فساد تمارسه الحكومة التركية على الاحداث في دول الربيع العربي والتي منها الملف السوري تحدياً، وذلك من خلال الاجتماع السري لوزيرالخارجية التركي أحمد داود أوغلو، والذي اعتبر نشره في المواقع الالكترونية هو مثابة إعلان حربِ بشكل واضح، وقد ترجم ذلك من خلال إعلان الرئيس أردوغان عن إسقاط مقاتلة سورية يوم الأحد الماضي الموافق 23 مارس 2014م بأن المقاتلة سورية اخترقت الطائرة المجال الجوي لبلاده وقد تم اسقاطها. "
وإن ماهو مؤكد أن غياب الاستقرار السياسي في المنطقة يساهم في جعلها دون إستثناء أمام كوارث سياسية لا حدود لها بين الدولة المتخلفة والمتقدمة سياسياً. وأشار الكاتب الصحفي محمد محفوظ في مقال نشره في تاريخ 2006/4/25 تحت عنوان
«في معنى الأستقرار السياسي» بآنه لا يحصرُ في القوة العسكرية والأمنية بالرغم من ضرورته، معرفاً بأن الاستقرار السياسي بأنه هو وليد تدابير سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية، تجعل من كل قوى المجتمع وفئاته عينا ساهرة على الأمن.
في اعتقادي بأن القارئ العربي ليس بحاجة إلى محلل لفهم الموقف السياسي الخليجي إتجاه الصراع السوري، وما يحتويه من صراعات سياسيه مؤثرة فيه، وأن ما سجلته المقاطع المصورة على موقع اليويتوب لشباب سعودين يعٌدمون رمياً بالرصاص من قبل جماعات متطرفة كانوا يحاربون بينهم بعد ما غرر بهم، ويقابله في المشهد لشباب سعوديون يهددون في إنتقال العمليات الأرهابية إلى السعودية، فإن كل هؤلاء الشباب هم ضحايا الفكرالمتطرف الذي تعاني منه الكثير من المجتمعات العربية، والقائم على تكفير كل من يختلف معه في الفكر ويشجع الشباب على رفع السلاح في وجه الحكومات وفرض ايدلوجية يؤمنوا بها.
وفي ذات السياق إن ما شهدته المملكة من عمليات إرهابية طالت مجمعات سكنية بالرياض في 12مايو 2003 كمجمع شركة فينيل العربية - VINNELL ARABIA ومجمع الحمراء ودرة الجداول وقد راح ضحيتها 35 من الأبرياء من المواطنين والمقيمين.
وقال وكيل رقيب في الحرس الوطني السعودي أنورزيد الدحيم الذي كان شاهد عيان للحادثة حيث كان يعمل في المجمع السكني لشركة فينيل ”بأنه بداية حصل الانفجار الشديد والقوي ومن ثم واكبه إطلاق نار أتى من سيارة مسرعة يستقلها أربعة أشخاص مطالبين بصوت عال فتح البوابة ونتيجة لغزارة إطلاق النار قمت بتغيير موقعي بعد إصابتي في عيني اليسرى إصابة بالغة حرمتني من النظر بها مرة أخرى.“
وأضاف أن المهاجمين اطلقوا أكثر من 52 رصاصة على الحراس وقد أصابت منها ست في جسده واستشهاد زميله ملهي الحربي وأن كل ما حدث تم خلال 20 دقيقة تقريباً.
ثمة سؤال يجب أن يسلط الضوء عليه، ألم يأتي الوقت المناسب من أجل القضاء على هذا الفكر وإدخال معالجات فكرية تساهم في خلق فكر معتدل قائم على التعددية الفكرية وحرية الرأي من أجل التقليل أوالقضاء على منبع الحرائق السياسية؟، أم انه سوف يكون الحل الأمني هو البديل الدائم، حتما الإجابة في ملعب صناع القرارالعربي وانا وأنت عزيزي القارئ لسنا منهم!