المساجد والحسينيات

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلّ على محمد وآل محمد

كلمة ألقاها سماحة الشيخ أحمد سلمان حفظه الله أنقلها لكم كما هي حيث قال:

بعد أن وارينا جثامين شهدائنا الأبرار شهداء الصلاة تحت أطباق الثرى وعاهدناهم على التمسّك بخطّ الحسين والثبات عليه، وجب علينا الآن مراجعة شريط الأحداث بدءا من فاجعة الدالوة وصولا إلى يوم الجمعة الدامي بالقديح.

بمتابعة مقاطع الفيديو التي وصلت لي وسماعي لبعض الأخوة الذين كانوا متواجدين ساعة وقوع الجريمة النكراء، رأيت أن هناك عدّة أمور منسية في مساجدنا وحسيّنياتنا لابدّ من تداركها قبل فوات الأوان:

- أولا: أغلب مساجدنا لاسيما القديمة منها لها باب واحد للدخول والخروج، ولا وجود لباب طوارئ أو لخطّة اخلاء، والحال أنّه أي مكان تجمع في العالم لابدّ أن يحوي مثل هذه الأمور كالمدارس والجامعات والمستشفيات والدوائر الحكومية، بل حتى المجمعات التجارية نجد في كلّ طابق منها باب طوارئ ويعلّق في أرجاء المكان خارطة للإخلاء في حال وقوع أيّ مصيبة لا سمح، ولا ندري لماذا لا نغفل عن مثل هذا الأمر في المساجد والحسينيات رغم خطورة الموضوع.

علما أنّه يظهر من شهادة بعض من حضر الواقعة أنّ هناك تفجيرين أي أنّ خطة هذه الزمرة هي التفجير المزدوج: بمعنى أنّ هذا الإرهابي فجّر نفسه ووضع قنبلة عند الباب بحيث إذا تزاحم الناس عند المخرج انفجرت الثانية فتوقع عددا أكبر من الإصابات، لكن خاب سعيهم وانفجرت الثانية بسرعة قبل أن يخرج من كان بالداخل.

- ثانيا: غياب ثقافة التعامل مع الحوادث سواء الإرهابية أو حتى الكوارث الطبيعية والحرائق وما شابه، إذ أنّ كل واحدة من هؤلاء لها طريقة خاصة للتعامل معها، فالحرائق لها إجراءات خاصة لإخلاء الموجودين دون التأثر بالدخان والنار، والانفجارات لها طريقة خاصة لتفادي الشظايا وتبعات الانفجار.

بل حتى لو علم أهل المسجد مسبقا بأنّ هذا الإرهابي يحمل حزاما ناسفا، هل يوجد فينا من يعلم كيف يتصرّف معه؟

- ثالثا: خلوّ المساجد والحسينيات من أدوات السلامة مثل قوارير الإطفاء «طفايات الحريق» وإن وجدت فقلّما تجد من يحسن استعمالها، وكذلك خراطيم المياه المعدّة لإطفاء الحرائق، بل حتى صناديق الإسعافات الأولية لا وجود لها في مساجدنا البتّة «بحسب اطلاعي القاصر».

- رابعا: يظهر من مقاطع الفيديو التي تضمنت مشاهد إخراج المصابين من المسجد أنّ الأغلبية لا يعرفون كيفية التعامل مع المصابين فضلا عن الإسعافات الأولية والإنعاش، بل لعلّ حمل المصاب بصورة ما تكون هي سبب في مضاعفات قد توصله للموت، خصوصا وأنّنا أمام انفجار قوي! وهذا ما يذكرّنا بما ذكره أحد أطباء الأحساء بعد حادثة الدالوة من أنّه كان يمكن إنقاذ المصابين قبل وصول سيارات الإسعاف بإيقاف نزيف دمائهم.

وبناء على هذا فإنّي أقترح تنظيم حملة في القطيف لتجهيز المساجد بوسائل السلامة والوقاية وإقامة دورات تدريبية لعامة الناس لتعليمهم أساسيات الإسعافات الأولية وكيفية التعامل مع الحوادث والكوارث.

حفظ الله الجميع من كلّ سوء

ووفقهم لكل خير