عشق أرملة

تربية الناشئة منذوا نعومة أظافرها، على المبادئ والقيم والأخلاق الحميدة.

يرسم لها خطوط من نور تنير طريق حياتها.

نقاء مزجة بين جمال خَالقها وبين شفافية خُلقها الرفيعة.

كما تزينت بمبادئ التقوة والأخلاق الرحيمة.

وأشعلت شموع قيمها على دربها.

وحزمة نقاء أمتعتها الخفيفة الثقيلة في ذاكرتها.

وشقت سلم مجدها الخالد.

وصفاء ضميرها قادها إلى معشوقها.

هامت نقاء في بحور الغرام، وغاصت في المحيطات، ونظمت قوافي الحب المعقودة باللؤلؤ المنثور على جدران غرفتها، وبأناملها المرتعشة خجلاً من معشوقها خلطت ألوان حبها الدافئ.

وحروفها الندية ونقاطها المنقوشة تسامت على جبين القمري، وهامت في بيداء رمال الصحراء الدافئة.

وتلاحمت ذرات الرمال الدافئة وتناغمت مع شريك حياتها، في لوحات إبداعهم وقصاصات شعرهم الخالدة، وجسدا أروع ملحمة نظمت ونحتت في الحب والعشق.

وتثمر عن مولد قادم من عالم البرزخ، وتتفنن نقاء مع شريك حياتها أمجد في رسم خطوط الحب والعشق لمعشوقهم، وكيف ينشئون المولد المنتظر على هذا العشق.

تحمل نقاء في قلبها معاني الحب والعشق لمعشوقها، وترسل هذا الحب من نبضها إلى جنينها السابح بين الظلمات الثلاثة.

وتقرأ بصوتها الشجي ملحمة العشق وتنثر أشعارها، وتختلط مع حركات جنينها.

وتزين أركان غرفة المولود باسم معشوقها، ويبارك لها أمجد على هذا التفاني والولاء لمعشوقهما.

تقترب ساعات فرحتها مع شريكها، تهيأ نفسها لصراخاته وبكائه وهي تهز أركان شقتها الصغيرة.

يفرح أمجد بطفله وهو يسمع صراخه يهز غرفة الولادة.

تحمل الممرضة بشائر الفرح لأمجد.

ضم أمجد مولوده إلى قلبه المحمل بالشوق لأبويه المقعدين.

أفراح أمجد ونقاء لم يمهلهم القدر وطيش عنفوان الشباب أن تدوم لأكثر من سويعات قليلة.

وتعرج الروح الملائكية مع أبيها إلى الملكوت الأعلى.

ترفع نقاء رأسها شامخة بعد سنوات الألم والحسرة.

تحزم أمتعتها مع شقيقها الأكبر.

تقطع الأميال إلى معشوقها، كما قطع الحزن والحسرة فؤادها.

وتختلط دموع الشوق والحزن.

وأقدامها لم تعد تستطيع حمل جسدها النحيل المثقل بالهموم.

تسمع نقاء صوت ممشوق بالحزن.

من أين هذا الصوت!

ترفع دموعها من المنادي؟

أنه أخي وشقيق قلبي علي.

نعم أخي.

قال علي: هنا يسكن معشوقكِ. هنا يخلد الحب الصافي.

هوت نقاء على أعتاب معشوقها تقبلها.

واختلت بمعشوقها وهي ساجدة على أعتابه.

تشمها... تلثمها... تنثر ألمها وأحزانها.

تهدأ نقاء عن موجة بكائها للحظات من الزمن.

أما علي قرأ ملحمة العشق في ثواني، وختمتها نقاء بسجدتها.

ويثقل جسد نقاء وتنكسر رجولة علي، أقدامه لم تستطيع حمل جسده.

انهارت قوته أمام هذا العشق الولائي.

نادت دموع علي لقد لبت أختي نداء العقيلة.

وانظمت إلى الركب الحسيني.

وسبقها ولدها وزوجها إلى قافلة نينوى.

وتهتف الجموع الولائية.

لبيك ياحسين

لبيك ياحسين.