التعليم والمنصة

المدرسة كما يقال بيت الطالب الثاني فهو يقضي فيها الكثير من وقته اليومي بل تشكل جزءاً لا يتجزأ من ذكرياته وعمره وهي التي من خلالها يبني مستقبله العلمي والوظيفي وداخل هذا المبنى يتذكر الطالب كيف درس في هذا الصف وماذا حدث في هذه البقعة مع المعلم الفلاني وذاك الطالب والزميل.

اليوم وبعد أن توقفت الدراسة عن قرب وتوقف الذهاب إلى المدارس، كيف يرى الطالب ذلك وكيف يرى المعلم نفسه مع المنصة المدرسية؟

وكيف هي الدراسة والتدريس أو التعليم بين الحضوري والافتراضي بين الواقعي والالكتروني؟

بين التعليم قبل جائحة كورونا وبعدها، التعليم بين الأمس واليوم؟

ما هي سلبيات التعليم الحضوري وإيجابياته، أمام سلبيات التعليم عن بعد وإيجابياته؟

ولنبدأ منذ أن توقفت المدارس عن استقبال الطلاب حضورياً وذلك بنهاية دوام يوم 12رجب العام الماضي تقريباً، حيث حاولت وزارة التعليم بعد هذا التاريخ أن يتم التعليم عن بعد ولكن ذلك لم يتم إلا ببداية هذه السنة الدراسية.

ومع سريان ذلك ظهر شيئاً من سلبيات وإيجابيات التعليم عن بعد وفي وجهة نظري هناك سلبيات وإيجابيات تخص الطالب وغيرها تخص المعلم ولعل منها: -

- عدم قدرة المعلم على تحديد مستوى الطالب العلمي الحقيقي لتدخل الأهل «الوالدين على وجه الخصوص» لتلقين الطالب الإجابة سواء في المشاركة في الحصة الاعتيادية أو في الاختبارات.

- في كثير من الأحيان لا يستجيب الطالب لنداء المعلم وتهربه من المشاركة والإجابة بل الغياب أحياناً وتكون الحجة في الغالب «انقطاع النت».

- شكوى بعض الطلاب من ضعف النت وعدم توفره أحياناً لضعف الإمكانيات المادية لدى البعض منهم.

وهناك بعض السلبيات عند المعلم والتي منها: -

- الانزعاج من تدخل أهل الطالب في إجابته ولاسيما في أثناء الحصة الدراسية.

- عدم تمكن المعلم من إشراك الطالب في بعض الحلول والمسابقات العلمية والتطبيقية والاكتفاء بالنظري منها فقط.

وأخيراً نقطة إيجابية للمعلم في التعليم عن بعد وهي أنه يغنيه عن تنقله من منطقة إلى أخرى ومن مدينة إلى غيرها لإعطاء دروسه ففي التعليم عن بعد يستطيع البقاء في منزله وإعطاء الدروس عن طريق المنصة بالدخول إليها بجهازه وفي هذا أكفاء عناءه في ذهابه إلى مدرسته سواء أكانت قريبة أم بعيدة.

ونكتفي بنقطة إيجابية للطالب في التعليم عن بعد وهي التوفير المادي سواء عليه أو على ولي أمره من شراء اللوازم المدرسية الكثيرة أو دفع مبالغ الإفطار والتفسح داخل المدرسة ودفع رسوم توصيل للحافلة ولاسيما الحافة الأهلية وغيرها من الرسوم.

أخيراً نسأل المولى الكريم أن يكفي العباد والبلاد هذا الوباء وترجع الأمور إلى مجاريها ويرجع أهل العمل إلى أعمالهم وأهل المدارس إلى مدارسهم وقد سعدوا بانتصارهم على هذا الوباء.