«انتخب وترشح بأنسانية»
قبل اكثر من ثلاث سنوات لفت نظري حيث اقيم بمدينة بلفيو بولاية واشنطن، لوحات صغيرة مغروزة بعناية وببساطة على عشب بين الشارعين بكل شوارع هذه المدينةالرائعة، وبالاخص عند اشارات المرور، وتحتوي كل لوحة على صورة مرشح، الجميل ان كل المترشحين طبعت صورهم بنفس الطريقة، علمت ان هؤلاء المرشحين يسعون بكل انسانية للفوز بمقاعد الحكومة للولاية والمجالس البلدية والاجمل من كل ذلك برنامجهم الانتخابي البسيط وبخطط مدروسة لخدمة مجتمعهم المدني وما يحتاجه من تنمية وتطور.
الان وها قد بدأنا حملة الانتخابات للمجالس البلدية بعد دورتين ولمدة عشر سنوات، اطرح سؤال هل اصبحنا اكثر حكمة وتعلمنا الدروس خلال دورتين؟ لن اكتب عن الانجازات او الاخفاقات التي اصيب بها الشارع العام. ولكن ساكتب عن بداية اتمنى ان تكون جميلة مشرقة بروح التفاؤل لدورة جديدة قادمة.
ما يميز الانتخابات البلدية هذا العام هو وجود العنصر النسائي كناخبة ومترشحة حالها حال الرجل ونحن نعرف ان المراة السعودية اثبتت جدارتها وتميزها في كثير من المجالات، بل فاقت الرجل في بعض الاوقات، المراة السعودية شريكة لاخيها الرجل فوجودهما معا في المجالس البلدية يقينا ستكون له بصمة مضيئة في المجتمع المدني، بشرط التعامل الانساني والعمل بجد واخلاص وبروح القيم الاخلاقية التي ستمدهما بالقوة والارادة والنجاح بأذن الله.
وقبل ان ينتخب الفرد او يسجل اخر نفسه كمترشح، عليه ان يعي كلاهما ان للتصويت والترشيح ثقافة تحتاج لوعي ادراكي، انت نتنخب اذن انت مسؤول امام الله وامام وطنك، انت ترشح نفسك المسؤولية مضاعفة وستحاسب عليها ان اخفقت.
الانسانية هنا يجب ان تكون حاضرة بلا زيف خداع او تكتل لتسقيط اخرين، زمن التنكر والاقنعة المزيفة والتملق زائلة واصبح المجتمع ذكي بما فيه الكفاية ليكتشف الحقيقة، وعلى الناخب ان يعي من يتلونون ويتماهون مع كل موجه غالبة، ومع كل مصلحة عابرة، وكمجتمع يسعى للوعي عليه ان لا يسعى للتصنيفات او الاحزاب، وان لا تفرشوا البساط لمن يسحق احلامكم بوعود كاذبة، ويتجاهل حقوقكم التنموية، بادر بترشيح من يستحق بلا عاطفة ابحث عن من له بصمات مضيئة في المجتمع، مشاريع تنموية خدمت المجتمع وموجودة على ارض الواقع، لا تبحث عن من يتحدث كثيرا ويسعى للشهرة فقط للفوز. وتراه بصوره هنا وهناك وفلاشات زائفة، تأكد ان من يتحدث كثيرا عن نفسه وبوعود كثيرة ويجمع افراد حاشية حوله لا يستحق الترشيح.
ولا تخدعكم المظاهر، فالصور الباهرة تخفي ظلالا قاتمة عن البعض،. ابحثوا عن اصحاب المبادئ الحقيقون فهم موجودين دائما خلف مساحات مشرقة للحياة، اصحاب العطاء بلا مقابل، اذن علينا ان نبحث من الاسماء المرشحة اصحاب الاهتمام والاحساس بالاخرين لانهم ملمح يكشف رقي مشاعرهم ومعدنهم الأصيل.
اذن صوتك يفرق في من سترشح وماهي الالية الانسانية التي ستبني عليها ترشيحك،. ومسار ذلك الترشيح صحيح بثقافة ووعي انت تتحمل مسؤوليته امام الله، وضع رهانك على من يستحق لا تجامل حتى لا تصاب بخيبة الامل وتفقد الثقة في ذاتك والاخرين، وهذا ما يحصل الان من عزوف الكثير عن فتح القيد في الانتخابات، ومهما كانت الصدمة مؤلمة في الماضي، لكنها علمتنا دروس للحاضر ان نستخدم العقل ببعض لمسات القلب، لتبدأ بداية الان مفعمة بالتفاؤل والامل وبالله التوفيق.
كلمتي المتواضعة للمترشحين من الجنسين رجال وسيدات، ضعوا خدمة وطنكم اولا بخدمة افراده ومن خلال المجتمع المدني الذي نبحث عن تميزه ورقيه وتطوره لخدمة وتسهيل الحياة لهم ومن خلال الصلاحيات المتاحة في المجلس البلدي، بلا وعد لن تستطيعوا انجازه، وكونوا صريحين وصادقين مع انفسكم دائما.
والعمل بعطاء انساني ليس لحظة انفعال وقرار ووعود، بل هو ممارسة وبأسلوب حياة، وعليكم جميعا ان لا تكتفوا بالحلم. بل نحتاج كثير من الشجاعة والكثير من الصدق لنستطييع ان نمنح المستقبل فرصة، ليكون الافضل من واقع اليوم وأحلام الغد
«صوتك يحتاج انسانية وقيم سلوك باخلاق جاذبة وترشحك يحتاج ذلك ايضا، ابدأوا المسار بمزيد من التألق والرقي لمجتمع مدني متميز نطمح له حاضرا ومستقبلا مشرقا» و«انتخب وترشح بانسانية»