اوهام السعادة
الكثير واجهوا تحديات كثيرة في الحياة، اما تحديات صحية، اجتماعية، مادية، او نفسية. ولكن التحدي الاكبر هو القدرة على تحويل الانتكاسات الى عتبات للصعود نحو القمة. ومهما كانت العقبات كبيرة على الجميع ان لا يجعلوها حواجز تقف في طريق الوصول الى المبتغى. الى النجاح والتميز.
والكثير يمتلك تجارب مع اشخاص يمتهنون الوصول الى مبتغاهم باي طريقة كانت وبأحاسيس تفتقد الأنسانية، فهؤلاء يحاربون النجاح وخصوصا في المحيط الأجتماعي الذي نعيشه كأفراد مع بعضنا البعض بأجساد تفتقد الروح، تفتقد نبضات القلوب التي هي وصل التواصل المشرق في مساحات الحياة.
كل يوم يمر في حياتنا نستمع للكثير من التجارب المؤلمة لأشخاص عانوا من الخداع والزيف الحقيقي ممن كانوا اصدقاء يوما، اصبحوا يتفننون في الوصول ونثر تلك الكلمات المنمقة الزائفة التي لا تحمل الا الخبث من قلوبهم فقط لأهداف خططوا لها على المدى البعيد.
والعمل الأجتماعي التطوعي هو ابرز التحديات التي يواجهها المتطوع الحقيقي الذي يسعى لخدمة مجتمعه المدني بكل نقاء وصفاء، ايام ويأتي من يمتلئ بألوان التنكر والأقنعة والتملق للوصول ومحاربة كل من يخدم مجتمعه بأنسانية، وكل هدفه الوصول الى مكانه وازاحته ويسعى للفلاشات الزائفة التي تتلاشى مع الأيام.
المزيفون في الحياة كثيرون، من كلا الجنسين ولكن لماذا حين تنجح المراة حتى في العمل التطوعي الانساني تحاربها المراة، قصص كثيرة استمعت لها وعاينتها بنفسي، البعض عنده مناعة من هؤلاء فهم ينكشفون بسرعة، احاديثهم، ملامحهم حتى صمتهم يكشف ما في قلوبهم من غيرة وحقد على النجاح، والمؤلم ان هؤلاء يدعون التدين والتقرب من الله بكثرة العبادات، تراهم في الحج كل عام والعمرة من الأوائل ومن مرتادي المساجد وغيرها، لأن العبادات عنهم طقوس وروتين ديني لا غير لا تلامس مشاعرهم واحاسيسهم القلبية.
النرجسية وحب الأنا والوصول الى اهدافهم هي محور حياتهم الاساسية، لا الصداقة كأخوة تشفع ولا الذكريات والتواصل الذي كان بالماضي يفيد، لانهم يلهثون خلف فلاشات وتغريهم تلك الألوان التي تخبت وتموت في لحظات عابرة من حياتهم، ونسوا انها ومضات زائفة، يعيشون القلق لأجلها فحياتهم مرهونة بها، ودائما يعيشون بين الزوايا المظلمة، لأن اشراقة الروح بفرح العطاء هو النور.
نسوا ان معدن الأنسان الحقيقي يتضح بكيفية تعامله مع الأخرين بمبادئ الاخلاق وبقيم الانسانية التي ترقي بالمشاعر وتمنح ابواب السعادة، اما ان نحارب بعضنا البعض لأجل منصب في عمل تطوعي اجتماعي فهذا هدم للمجتمع، ويعكس شخصيات مريضة من الداخل لا تسعد بلحظات العطاء النوراني، ويتصفون بالجحود اسوأ الصفات البشرية، لنكتشف الجانب الأسوا في هولاء ويلوث فطرة النقاء في الانسان.
ويكشف لنا الزمن كم يعيشون معاناة مع ذواتهم، والعدالة تأتي دائما محملة بفيض البهاء، وبنغم جاذبية العطاء، وبرقي قلوب لا تعرف المستحيل حتى مع هؤلاء تبقى شامخة بعلو السماء.
وتبقى ميزة النسيان مع هؤلاء اجمل واروع لانه يغسل الذاكرة من العابرين، وتبقى صفحاتها للأشخاص الذين يستحقون، وعلينا ان نكون اكثر صبرا وحكمة سنكتشف يقينا ان عدالة الحياة تسود وأن الزيف والخداع حالة مؤقتة لا تدوم. وان شلالات النور من القلوب الصافية التي تمتلك الثقة والأرادة برسالتها هي ينبوع لا ينضب من الفرح، ومن يظن نفسه مبهورا بالحياة في ظل عتمة قلبه له اوهام السعادة.