بُثينَةُ لا حلَلتِ

بثينةُ لا حَللتِ بغير أمنِ
ولا حُرمت عيونكِ غمض جفنِ

ولا عُذِّبتِ في حبٍ غشومٍ
ولا جُرِّعتِ ما جَرَّعتِ منِّي

وإني إِن دعوتُ على ظَلومٍ
فلستُ لِظُلمكِ إياي أعنِي

رَجعتُ عن المحبةِ إذ تناسَت
مُصاحبتي وقلبي لم يُعِدنِي

عجبتُ لقلبها لمَّا أطاقَت
مفارَقَتي ولم تَخضع لِحُزنِ

أُكابرُ أن يقال ضَعيفَ قلبٍ
أعض على الجراحِ بِحد سِني

وقفتُ ولم أَقُل ما قال قلبي
بثينةُ دونكِ أنا لَم أكُنِّي

جنت فيها علي بطولِ هَجرٍ
وثأراً ليس تَرقُب قطُّ مِنِّي

ويُربط إن دَنت مني لسانِي
وَقد بانَت فقولي ليسَ يُغنِي

وأورثني الهيامُ بها جُنوناً
فَأهدِمُ بيت آمالي وأبنِي

فمالي أملأُ الآفاق حُباً
وفي حُبِّي بُثينَةُ لم تُغَنِّي