ابن المقرب .. عبدالباري والربيح والعيثان يضيئون الدمام شعرًا

شبكة أم الحمام

وسط حضور جماهيري نخبوي كثيف، أقيمت مساء يوم الخميس ٢٠١٦/٣/٣١م أمسية شعرية لنخبة من الشعراء المتألقين والمتميزين وذلك على مسرح جمعية الثقافة والفنون بالدمام.

الأمسية أقيمت بتنظيم من ملتقى ابن المقرب الأدبي بالدمام بالتعاون مع الجمعية السعودية للثقافة والفنون بالدمام، حيث شارك في هذه الأمسية الشاعر محمد عبدالباري والشاعر باسم العيثان والشاعر حسن الربيح، وقد دارت كأس الشعر بينهم في ثلاث جولات افتتحها مقدم الأمسية المتألق الشاعر علي النمر.

وكانت البداية مع الشاعر باسم العيثان، العضو المؤسس بملتقى ابن المقرب الأدبي بالدمام، وصدر له ديوانا غمضة جرح / مطبوع والدمعة الصدى / مسموع.. حيث ألقى مجموعة من النصوص الشعبية ذات النكهة العراقية التي تميّزه، تراوحت تلك النصوص بين القصيدة والومضة والأبوذية والدارمي والموال، كقوله:

آني مجموعة مشاعر دافيه

رادت اتگوْلّه الحبيبي: آنه احبّك

رادت تزوره وتُگلّه... العافيه

تعرّت بلهفتها طلعت حافيه

يوم رادت تدخل الگلب النحبهم

لبست التفعيله والمكياج صار القافيه.

وفي قصيدة لشهداء الصلاة والوطن يقول:

شهداء

اتوضّوا بماي المحبّه

ولبسوا البسمه ضياء

تحضّرت أرواحهم غيمة بياض

ونقطتهم أنبياء

وصفّوا بدرب الوصول

الـ الله

والسالك الـى لقيا حبيبه

عنده من عشقه دليل

ومايصير الدرب عَل عاشق طويل

فقط تكبيرة ركوع

ويختم بحضنة لقاء

همّ چانو أنقياء

أنقى من ثوب الصلاة

وماي الوضوء اللي بيهم

أزكى من دمعة رجاء

همّ چانوا أنبياء

ثم انتقلت دفة الأمسية إلى الشاعر حسن الربيح، والذي صدر له حتى الآن ثلاثة دواوين اثنان منهما في أدب الطفل، وقد حصل على جائزة الشارقة للإبداع ومؤخرًا جائزة دولة قطر لأدب الطفل، وقد تراوحت نصوص الربيح بين التأمل والحب والدعوة إلى السلام والوقوف بوجه الحروب، يقول الربيح في نص أسئلة إلى آدم:

يا أَبانا، الَّذي ما رآنا

أُنادِيكَ

مِن زَمَنِ السَّحْقِ، والحَرْقِ:

لو كُنتَ خَلَّفتَنا في الجِنانِ،

أَكانَت لـ «قابِيلَ» فِكرتُهُ، في الدِّماءِ؟!

وهَل سيُنادي هُنالكَ، «فِرعَونُ»:

إِنِّي أَنا ربُّكُمْ؛

بِيَمِينيَ رِزقُ الرِّضا،

وبيُسرايَ للرَّافِضِينَ

سِياطُ عَذابْ؟

يا أَبانا، الَّذي لَم نَرَهْ،

كَيفَ جِئْتَ إِلى الأَرضِ؟

مِن أَيِّ دَربٍ هَبَطْتَ،

وأَيُّ المَراكِبِ قادَتْكَ،

بَينَ السَّحابْ؟

دُلَّنا؛ لِنَفِرَّ

إِلى ذَلكَ المَلجَأِ المُشتَهَى،

والمآبْ

وكانت الجولة الأخيرة في كل دورة مع الشاعر محمد عبدالباري، والذي صدر له حتى الآن ديوانان شعريان فاز أحدهما بجائزة الشارقة للإبداع والآخر حصد جائزة السنوسي، وقصائد عبدالباري اتسمت باللغة المثقفة الشاعرية العذبة، وتنوعت موضوعاتها وتعددت بين الغزل والتأمل والتصوف والدعوة إلى السلام، يقول عبدالباري في نص الغيمات حين تمر:

يومَ لا ينضبُ شلالُ الصبايا

تنتهي هندٌ

لكي تبدأ مايا

الجميلاتُ دوارٌ دائمٌ

وهواهنّ دخولٌ في المرايا

حين يمشينَ

فيا أرصفةً

لم يعد فيها من الصبرِ بقايا

حين يحكينَ

يُعلقن المدى

في ضبابٍ شهرزاديّ الحكايا

حين يغمزنَ

تقومُ الحربُ من نومِها

والموتُ يختارُ الضحايا

حينَ يمكرنَ

فـ «طروادةُ» قد سقطتْ

والخيلُ حبلى بالسرايا

وفي ختام الأمسية قام رئيس ملتقى ابن المقرب الأدبي الأستاذ زكي السالم، والمنسق العام للأمسية الأستاذ علي طاهر البحراني بتقديم درع الملتقى لرئيس فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام الشاعر الأستاذ أحمد الملا، موقعين بذلك آفاق تعاون مشترك بين الملتقى والجمعية، كما تم تكريم الشعراء المشاركين ومقدم الأمسية، وفي الختم التقطت صورة جماعية للحضور.

وقد أبدى الجمهور الذي حضر الأمسية بكثافة تفاعله وإعجابه بتنظيم وإعداد الأمسية وبالشعراء والنصوص التي ألقيت.