الشيخ العوامي: التشاغل بقضايانا الداخلية صرفنا عن إظهار الصورة الإنسانية والعالمية للإسلام

شبكة أم الحمام
الشيخ فيصل العوامي
الشيخ فيصل العوامي

انتقد سماحة العلامة الدكتور الشيخ فيصل العوامي حالة التشاغل بالقضايا والهموم الداخلية والخاصة على حساب العمل على إبراز الصورة الإنسانية للإسلام التي تستوعب كل فئات البشر، وتغطي كل بقاع العالم.

الشيخ العوامي وفي خطبته لهذا الأسبوع أشار إلى أن رسالة الإسلام رسالة إنسانية غير محددة بفئة معينة أو ببقعةٍ جغرافية محدودة، وإنما الفرصة التي أتيحت للرسول الأكرم لتبليغ دعوته استطاع أن يغطي من خلالها هذه الفئة وتلك البقعة، لتكون نموذجاً للإنسانية جمعاء.

وأضاف سماحته بأن الإسلام بعدُ لم يظهر على الدين كله، إذ ما زال محصوراً في فئةٍ معينةٍ وفي بقعةٍ محدودة من العالم، بينما المراد للإسلام كما قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُوله بِالْهُدَى وَدِين الْحَقّ لِيُظْهِرهُ عَلَى الدِّين كُلّه وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ «سورة التوبة/ الآية 33».

مؤكداً سماحته على أن الأصل في الدين أن يكون للإنسانية كلها، وإن كانت الروايات تشير إلى أن ذلك سيكون في زمن قائم آل محمد «عج»، إلا أن ذلك لا يعفينا - نحن المسلمين - من الدور المناط بنا في إظهار هذا الدين للعالم بصورته الإنسانية الشاملة.

وحول الأسباب التي حالت دون تحقيق هذا الهدف السامي أشار الشيخ العوامي إلى سبب في غاية الأهمية وهو حالة التشاغل بالقضايا والهموم الداخلية للمسلمين، وعدم إيلاء القضايا التي تهمُّ الإنسانية النصيب المطلوب من العناية والاهتمام.

وتابع سماحته بالقول بأنك لو تابعت مجمل ما يدور من نقاش فيما يصدر من مؤلفات ودراسات أو في وسائل الإعلام اليوم ستجد بـأنها تدور في دائرة ضيقة تتعرّض لقضايا الخلاف السني/ الشيعي غالباً وردّ كل طرف على الآخر. وإن كانت هذه الأمور تستحق العناية والاهتمام خاصة إذا التزمت بالضوابط العلمية للنقاش، إلا أن العالم يريد من الإسلام أيضاً مناقشة القضايا الإنسانية التي تهمّه، وليس مجرد محاكاة القضايا والهموم الداخلية فقط، فهذه القضايا قد لا تشكّل بالنسبة لغير المسلمين أي مصدر للاهتمام.

واختتم الشيخ العوامي بأنه عندما يصبح الاهتمام الفكري والعقدي والإبداعي مخترقاً للهموم الداخلية ومركِّزاً على قضايا الإنسانية عندها ستبدأ عملية إظهار الإسلام على الدين كله، وحينها يمكن التمدُّد لإيصال رسالتنا إلى العالم كله، وإلا فلن نخرج من هذه الدائرة الضيقة التي حصرنا أنفسنا فيها.