عزيزي المثقف

 

عزيزي المثقف..

اعلم أن مجتمعك ليس قطيعًا.. تأثره بالعقل الجمعي لا يعني سوى أنه مجتمع حاله كبقية المجتمعات التي يحكمها سلوك متشابه كالمجتمع الياباني أو الأمريكي أو أي مجتمع آخر.. متحضرًا كان أم متخلفًا

عزيزي المثقف..

لا تنتقد القداسة والتبعية التي يمنحها الناس لرموزهم الدينية وأنت تعبد أصنامًا باسم «مثقفين» لا تتجرأ أن تحاكم تصرفاتهم بموضوعية واستقلالية.. فلا تكن كالمتنور الذي أطفأ الشموع وأزال الصليب والكتاب المقدس ثم وضع كتب الإلحاد بدلهما وأشعل الشموع من جديد وأكمل صلاته

عزيزي المثقف..

الحياد لا يعني التجرد من كل مايربطك بمن تنتمي لهم وتلميع أحذية الآخر.. فهناك فرق كبير بين «الحياد» و«عقدة النقص»

إذا كان ولا بد من تنازلات لأجل المصلحة العامة فهي لا تؤخذ اعتباطًا وعلى سبيل «خالف تُعرف»

عزيزي المثقف..

تغيير مجتمع ما يتطلب وقتًا قد يستغرق سنوات.. وأهم عنصر يجب أن تتحلى به لتغييره هو الحب.. فلا تعش دور الآمر الناهي أو تستنقص من إخوتك لمجرد أن لا ترى أفكارك الخلاقة والتنموية غير مُطبقة على أرض الواقع.. وإن حصل وجوبهت أفكارك رفضًا أو نفورًا من المجتمع فهو أمر طبيعي.. وليس بالضرورة بطولةً منك.. فلا تنتحب في كل محفل

عزيزي المثقف..

التسلق على حساب نشر غسيل مجتمعك هو وضاعة ما مثلها وضاعة.. الناس تعرف العاقل وترفعه.. وتعرف الجاهل وتنزله.. الأساليب الملتوية قد تمنحك شهرة وقتية واعتزازًا وهميًا.. لكنها لن تمنحك أبدًا حب الناس

عزيزي المثقف..

النسخ واللصق ليس ثقافة.. إن كانت أفكارك وكتاباتك ماهي إلا اقتباسات أو تكرير محتوى من ملتقيات ثقافية أو كتابات لآخرين، فسرعان ما سيتضح ذلك.. ونحن لسنا بحاجة لمزيد من الببغاوات..

..

عزيزي المثقف..

استخدام الألفاظ النابية والتنابز بينك وبين المثقفين في الفضاء الإلكتروني لا يُعتبر مرآة لثقافتك أو تحضّرًا.. بل هو سلوك همجي يُنقص من شخصِك قبل فكرك..

و تذكر أن الكل يمتلك عقلًا وأنت تمتلك عقلًا وقلمًا.. فأحسن استخدام قلمك

عزيزي المثقف..

لا ترسم صورة مختلفة عمّا أنت عليه في الواقع.. قد تقيد نفسك بقيود المثالية المصطنعة.. ثم تفشل في أول امتحان.. كن أنت.. وحاول أن تبدأ بتغيير نفسك قبل مجتمعك..

عزيزي المثقف..

إن كنت بارعًا في التنظير والتأليف لكنك أثبت فشلك الذريع أكثر من مرة على الجانب العملي.. فيستحسن أن تستمر فيما تبرع فيه وتتوقف عن اللعب بأوراقك المحترقة.. وليس عليك أن تتحدث في كل شيء أو تبرع في كل شيء.. فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها

..

عزيزي المثقف..

هذا الكلام ليس موجهًا لأحدٍ بعينه.. فلا تشتريه لأحد.. إنما كتبه لأجلك.. عزيزي المثقف

..

عزيزي المثقف..

هي القطيف..

فاحنِ رأسك حينما تُذكرُ عندك..

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
أم احمد
[ أم الحمام ]: 29 / 12 / 2014م - 1:08 م
عندما يمتلك العقلاء قلماً قادراً على الانصاف فلا مكان لأوساط المتعلمين ممن يرتجون نشوة الشهرة المؤقتة . ونحن ننحني إجلالا لمن خط يراعه بروح العقل قبل القلب 🌹🌹🌹
2
علي معين
[ أم الحمام ]: 31 / 12 / 2014م - 6:19 ص
لك كامل الإجلال أخت أم أحمد على مرورك العطر وإضافتك المميزة 🌹🌹🌹