القديح : مسيرة الشموع رسالة عالمية يفهمها الغرب

شبكة أم الحمام القديح : كرامة المرهون

ليلة الحادي عشر من المحرم كل عام يمر عليها يتجدد للحزن ثوبها، أشعلت القديح فيها شموع الحب والولاء، 1000 شمعة وشمعة أنارت الطريق، مسيرة الشموع الزينبية أشعلها موكب الإمام المهدي “عج” للزنجيل متخذاً منها طريقاً لإيصال الصوت الحسيني” لبيك حسين لبيك زينب ”

أطفئت المصابيح وخفت بريقها، للشمع وهج أضاء القلوب، مشاعر هي فياضة ترسم حزناً عميق، أخدود يسيل منه قطر لاهب، جرح مصاب ينزف تراتيل القرآن حروفه، كفيها أعجوبة السماء، لملمت بها بقايا فتات الجسد الذي طحنته حوافر الخيول، انحنت عليه رافعة إياه، رباه تقبله كبش فداء، رباه خذ حتى ترضى.

بين الشموع وعلى أطراف المسيرة من بعيد وقف زكي الصالح الباحث في التراث الشعبي يرقب الحدث وفي كلمة ل ” خليج سيهات ”، قال ” في البداية أعبر عن إعجابي بالجهود الرائعة وبالغة الإتقان التي عودنا عليها شباب القديح في إحياءهم مصاب أبي عبد الله الحسين “ع” في كربلاء من كل عام.

وتابع وفي هذا العام أضافوا إليها صورة احتفالية ذات بعد حضاري وعصري كما هو الحال في مسيرة الشموع في عشية يوم العاشر من المحرم، يمارسها ويفهمها أكثر شعوب المعمورة، لافتا إلى أنها ليست غريبة عن تراثنا حيث درج مجتمعنا على استعمال الشموع في زفة العرسان، كما إنها تكون حاضرة بقوة في مشهد الاحتفال بزفة القاسم في ذكرى عاشوراء، وإلى عهد قريب كانت نساء القطيف تعمد إلى إشعال الشموع في أماكن لها رمزية معينة في المجتمع تعبيرا عن تحقق نذورها”.

وتمنى أن تعمم هذه الطريقة الاحتفالية في جميع مدن وقرى المنطقة فهي تخاطب العالم بلغة يجيد قراءتها الجميع “.

وفي وسط هذا التجمهر الغفير كان للطفولة في المسيرة دور كبير، فالطفلة أطهار غمرتها مشاعر وأحاسيس من نوع آخر.، وذكرت والابتسامة ملء فمها كل شخص أشعل شمعة، وتم توزيعها على الحضور، ووضعوها في الكاس حتى لا يسيل الشمع على أيدينا “.

وأعقبتها فاطمة “رفعنا الشموع عالياً، أطفئت الأنوار، وأصبح المكان مضيئاً ومجسم ضريح السيدة زينب أصبح رائعاً “.

ولكن ظلمة الليل ووحشة البر وبكاء الثكالى وصرخة اليتاما وأنين العليل، ما زال باقياً كله في جبل الصبر تحمله بين أضلاعها ليلة الحادي عشر لتوصله صرخة في وجه الظالم “كد كيدك واسعى سعيك وناصب جهدك فوالله لن تمحو ذكرنا ولن تميت وحينا ”

من جهة أخرى تحدث الإعلامي جمال الناصر أن مسيرة الشموع هي لغة مواساة للسيدة زينب ” ع ”، تضيء الشموع لتكسر الظلمة التي احتوت الأرجاء، لافتا إلى أن استشهاد الإمام الحسين ” ع ” وذريته وأصحابه أحيا الأمة، وما هذه الشموع إلا ضوء حياة يكتنفه الألم والبكاء لهذه الفجيعة الكبرى.

من جانبه تحدث مسؤول المتحف الحسيني التراثي بالقديح إبراهيم البناي إلى أن بطلة كربلاء السيدة زينب ” ع ” نموذج وقدوة، ونحن هنا بينها وبين الشموع نواسيها بهذا المصاب الجلل، وأن هذه الشموع رمز الحياة الملطخ بالدماء الطاهرة.

وأشار إلى أن هذه الآثار والمعالم القيمة كانت محط أنظار المتواجدين لإحياء مسيرة الشموع فكانوا بين هذا الحدث وذاك في أجواء كربلائية تتجسد فيها قيم الصبر والتضحية والفداء وتنقلهم من الخيال إلى الحقيقة مع أداء الرواديد وقصائدهم التي أثارت دموع المعزين” بيدك شمعة وبعينك دمعة ونروح نزور جسم المنحور “.

الجدير بالذكر أن مسيرة الشموع تم إحياؤها للعام الثاني على التوالي في الساحة الزينبية التي تحوي مجسم ضريح السيدة زينب “ع” والتل الزينبي وشجرة الشهداء وسفينة النجاة، والقائمة عليه مجموعة محبي أهل البيت ” ع.