قطيفي نحر الف سني من سنة العراق

للتو سمعنا خبر سرّي، مفاده أن الاستخبارات الأمريكية قد أبرمت عقد عمل طويل الأجل مع الشيخ الفوزان بعد كشفه عن معلومات، لم تستطع حتى المخابرات الأمريكية على حجمها وخبرتها وطول نفاذها الوصول لتلك المعلومات، عن شخصية محيرة حيرتها لسنوات طوال، منذ دخولها العراق وتأسيس القاعدة فيه إلى الأمس، كما حيرتها شخصية ملا عمر في أفغانستان، المعلومات جدا خطيرة ومهمة.

ولا يستطيع التوصل لها إلا رجل ذو نفوذ وخبرة لا يمكن حصرها، معلومات عن شخصية قطيفية خطيرة، كانت تقود لواء للقاعدة في العراق، تحديدا في مدينة ديالة، بكل صراحة حين النظر والتدقيق في خطبة الفوزان النارية يتبين ان الرجل كان صادقاً وأميناً، لا يكذب ولا يفتري في حديثه إثناء إدلائه بتلك بالمعلومات المخابراتية الخطيرة، وأمام تلك الجموع الغفيرة، لدرجة انه لم يدع مجال لا حد من الحضور حتى الشك في تلك المعلومات، خصوصا انه تلعثم في الحديث لثواني وصمت لبرهة حينما أراد سرد القصة، والإفصاح عن الاسم الحركي، والمنطقة التي كان أميراً عليها ذلك المجرم القطيفي، أبو صحن العراقي او البغدادي كما اسماه، وكأنما الفوزان قد ضيع الاسم في هذه الثوان واخذ يبحث عنه بشكل سريع في ذاكرته، ولا نستطيع لوم الرجل على هذا التأخير لكثرة المعلومات والأسماء الحركية التي كان يحتفظ بها في جمجمته.

أنا الا أستغرب من وجود هكذا شخصيات فذة في طائفيتها متناقضة في حديثها كالفوزان، كما لا استغرب من وجود ذلك الجمع الغفير المنصت بكل ما يملك من جوارح أي كان مستواه الفكري والعلمي والاجتماعي، فالحال ليس بجديد، وليست هي الحالة الأول والأخيرة كحالة الفوزان، وليس هو الأول والأخير المحرض على الفتنة الطائفية، ولا جمهوره المنصت المصدق هو آخر الجمهور، ولكنني أكثر ما استغربه صمت الداخلية عن هكذا محرض على الكره والبغض ضد إطراف اقل ما نسميهم شركاء في الوطن، ومحاولته إشعال الفتنة الداخلية، رغم انه استهجنها واستنكرها في حديثه المتناقض اللا موزون.

وبالأمس الشنار يكفر شيعة القطيف جملة وتفصيل، والكافر في فكر الشنار وأمثاله القاصي والداني يعلم بمصيره وهو القتل، واليوم الفوزان يفصح عن أمير للقاعدة من القطيف قد نحر بيديه أكثر من ألف سني «وأركز على سني» على حد تعبير الصادق الأمين الشيخ الفوزان، وغداً الله العالم عما سيدور من حديث حول شيعة القطيف.

حد علمي القاصر أن التحريض على البغض والكره والعنصرية، ومحاولة صب الزيت على النار لإشعال الفتنة الداخلية من خلال الطائفية والتحريض المباشر واللا مباشر على الاقتتال الداخلي «كما صرح الفوزان أن القطيفي الشيعي نحر أكثر من إلف سني وهذه لها حساباتها في الطرف الآخر» يندرج تحت مظلة تهمة الإخلال بالأمن وشق الصف.

واعتقد أن حفظ الأمن ولحمة الصف هي مسؤولية من مسؤوليات الداخلية، لذلك استغرب هذا الصمت المبهم من الداخلية عن هؤلاء، خصوصا أن هكذا أحاديث تكون أحاديث علنية وبالأسماء الصريحة، وفي أماكن عامة مرخصة من قِبل وزارة الداخلية ووزارة الشئون الإسلامية، وكأنما هذه الألسن قد أُعطيت الضوء الأخضر.

لذلك هي تقول ما تقول دون حذر ولا خوف ولا رادع يردعها، فلا اعلم إلى متى سيطول هذا الصمت من وزارة الداخلية عن هكذا إخلال.