نداء لأمة

 إن نظرة خاطفة لأحوال المجتمع المحلي بصفة خاصة والأمة الإسلامية على وجه العموم كفيلة بأن نستشعر مدى خطورة ما يحدث حولنا من  أزمات سياسية ثقافية دينية شأنها زعزعة الأمن الذاتي للنفس البشرية وجعلها تعيش في جو مشحون بالتوتر وفكر مشوش لا يتمكن من رؤية الحقيقة المغيبة بوضوح.

وهذه الحالة ينعكس أثرها بشكل مباشر على البنية الرئيسية للمجتمع فهي بقصد أو بدون قصد تعمد إلى تكسير روابط المجتمع وتفكيكه إلى أفراد متفرقين متباعدين ، ولا يخفى علينا أن الفرد إن لم يكن متفاعلا مع بقية الأفراد في المجتمع فلن يكون لوجوده تأثير ملحوظ،  لأن الإتحاد مع بقية الأفراد ينتجع عنه مجتمع مستقر متماسك قادر على مواجهة الصعاب .

وقد يقول البعض أن هذا نتاج للمؤامرة الغربية والحرب التي يشنها علينا الكفار لتدمير الأمة الإسلامية وشغل أفرادها بتوافه الأمور وبخلافاتهم الداخلية وتبقى سيادة العالم لهم للأبد. ربما كان ذلك صحيحا إلى حد ما في فترة من فترات الزمن التي مرت بها البشرية لكن الحقيقة وبصوت عالٍ أقولها: إن سبب التحلل الإجتماعي الذي نعيشه هو ضعف في بناء الفرد وتكوينه المعرفي والثقافي وضعف في قدرته على التمسك بمباديء دينه .

نعم ياسادة لقد كنا نحن أنفسنا معول الهدم الذي هدم أركان المجتمع على أفراده كالتي أنقضت غزلها .

أيضا نحن وللأسف الشديد لم نعد نبالي بالبناء فأجيالنا الجديدة تنشأ وتتربى بطريقة أقرب للخطأ منها للصواب، بل خدرنا عقولهم بتلك الأجهزة التي أصبح يحملها الطفل ذو السنتين قبل الكبير، وإن كانت هذه البداية لكم أن تتخيلو البقية، جيل غير مبالٍ بشيء لا يعير الوقت والعلم والدين أي اهتمام.

محصوله الديني صفر، فلا يعرف أبسط الأمور عن دينه ولا رغبة له في تحصيل العلوم والمعرفة، وإن تميز بشيء فهو السخط والتذمر والسخرية ورمي أسباب الفشل على غيره. هنا أسمحو لي بالقول : إن لم نكلف أنفسنا عناء البناء لذواتنا فلا يحق لنا أن نقف ونقول لقد دمرنا الغرب فأنجدونا .