الأستاذ الراشد: العبارات الإيجابية والقيم الأخلاقية ضوابط في إرساء مجتمع متماسك

شبكة أم الحمام
ندوة
ندوة "غير عباراتك تتغير حياتك"

أقامت مجموعة همم للثقافة والإعلام ولجنة الإمام الجواد عليه السلام بالقطيف وضمن برامج همم الثقافية والفكرية ندوة بعنوان "غير عباراتك تتغير حياتك" قدمها المدرب البارز والأخصائي النفسي الأستاذ ناصر الراشد وذلك مساء السبت الخامس والعشرين من ربيع الأول 1435هـ.

وابتدأ أستاذ التنمية الأسرية ناصر الراشد محاضرته بطرح عدد من السلوكيات والعبارات الإيجابية والأخرى السلبية وما تتركه في نفس المتلقي معتمداً على إثارة وعي المتلقي في الاتجاه لرفض العبارات السلبية والأخذ بالأخرى ذات التأثير والإنعكاس الإيجابي.

وتطرق الراشد إلى دور المكون المعرفي للطفل في خلق مشكلة في الافكار والمعتقدات وتأثير البيئة من حوله، مبيناً أننا نحتاج إلى مراجعة افكارنا وتصحيحها لانها قد تتسبب في مشاكل اجتماعية. وأضاف: نحن بحاجة للتعرف على سلوك وافكار الاخرين ومعالجتها بطريقة ايجابية بالتعرف على دوافع السلوك والاسباب والحلول الممكنة لمعالجتها، فالعبارات الايجابية لها دور فعال في حفظ الود في المواقف المفاجئة وغير المتوقعة.

وتناول الأستاذ ناصر الراشد إحدى الدراسات الأجنبية التي أوضحت أن عدد الكلمات التي تصف المشاعر الايجابية يُفترض أن تكون 3000 كلمة أما الكلمات التي تصف المشاعر السلبية لا تتجاوز 1800 بالمقابل خلصت الدراسة التي أجريت على شريحة اجتماعية إلى أننا نسمع 4000 كلمة سلبية من الوالدين والبيئة بينما نتلقى 500 كلمة ايجابية تتضاعف في اللغة العربية مبيناً أن البيئة الأسرية تشكل اكثر من 75% من شخصية الإنسان خلال الخمس السنين الأولى فعلينا كآباء وأمهات وإخوة إفشاء اللغة الإيجابية داخل الأسرة.

وقال: علينا التعامل بايجابية مع الظواهر والمشاريع الاجتماعية، لان الحضارة سلوك تراكمي ايجابي، فعلينا الثناء والشكر للقائمين على المشاريع الإجتماعية والخيرية والنظر لها بتفاؤل، وعلى المستوى الشخصي فإن أصحاب العبارات  الايجابية يساعدهم تكوينهم المعرفي على ادارة  ذواتهم لتحقيق الاستغلال الامثل لقدراتهم واستعداداتهم الطبيعية .

وأضاف: أن الهتاف الداخلي وعدم الشعور بالحب والتقدير وعدم وجود هتافات تعطي معنى للحياة  قد يؤدي الى انتاج شخصية مضادة للمجتمع (سيكوباتية) وهي شخصية تتميز بالسلوك غير المرغوب فيه اجتماعياً في كل الحضارات الانسانية.

ودعا الأستاذ الراشد إلى أهمية تعرف الانسان على خبراته السيكولوجية التي اكتسبها في السنوات المبكرة و محاولة إعادة تنظيميها والعمل على تنمية و تحديث خبراته المعرفية و الانفعالية  من أجل التخلص من الموانع النفسية والفكرية وذلك بمراجعة السلوكيات والعبارات والحوارات المختلفة.

كما أشار لأهمية أن يبدأ الإنسان في وقت مبكر بتحديث ذاته وتحديد نقطة التحول للذات الجديدة  مع الاخذ في الاعتبار قوة البدايات و ذلك من خلال الوعي بالذات والتخلص من الافكار المعيقة لنمو الشخصية وضرورة التعامل بلغة تعدد الخيارات للتنقل من خيار لاخر عند فشل احدها.

وحول الأدوات المساهمة في التعامل بإيجابية في المجتمع أوضح الأستاذ ناصر الراشد أن المداراة والتعايش والقيمة الروحية والنفسية والتدين ضروريات وضوابط في خلق سلوك ايجابي وتقليل السلوك السلبي والغير فعال  والمشاكل الاجتماعية، مبدياً ضرورة المرونة العقلية والقدرة على تغيير ردات الأفعال والطلاقة اللفظية في احتواء المواقف.

وتناول الراشد في محاضرته العديد من العبارات والأمثلة التي تتغير بها الحياة إلى الأفضل سواء على مستوى الأسرة أو المجتمع مستعرضاً خلالها العديد من الأفكار والنظريات لجملة من علماء النفس والإجتماع.

هذا وقد شارك بآيات الذكر الحكيم عضو لجنة الإمام المجتبى عليه السلام للتلاوات القرآنية الأستاذ تيسير الدهان.