شباب الخير في ترميم قبور القديح

شبكة أم الحمام القطيف - جمال الناصر

 

 

هو شخصيةٌ شعبيةٌ ، محبوبةٌ في القديح ، وخارجها ، يحبه الصغير ، والكبير ، تراه مشاركاً لا يكل ، ولا يمل ، منذ صغره دخل بوابة العمل في تغسيل الموتى ، وتجهيز القبور ، إنه حسن أحمد عبدالرزاق ، المشهور بلقب " مضري الخير " ، وكثيرٌ قد لا يعرف اسمه الحقيقي بقدر ما يعرف اسم الشهرة " مضري الخير " .

 وعن التعريف بنفسه :
حسن عبدالرزاق " مضري الخير " ، شاب من شباب القديح ، أحببت العمل في تغسيل الموتى ، وتجهيز القبور منذ صغري وقد أفنيت ما لا يقل عن 25 سنة في ذلك ولله الحمد لهذا التوفيق الذي أنعم به علي ، أذكر عندما كنت صغيراً وبرفقتي بعض الأصدقاء منهم الأخ العزيز عقيل الجارودي كنا في المغتسل نتفرج على المغسل وهو يمارس تغسيل أحد الموتى رحمه الله تعالى برحمته الواسعة حيث انتبه لنا ، وأمرنا بالخروج ، خرج الجميع إلا أنا لازلت واقفاً ، حاول إخراجي خوفاً علي ، فقال له البعض : دعه يبدو أن قلبه قوي ، التفت إليه " المغسل " ، وقلت : إذا طردتني ، فغداً إذا توفيت أنت من سيغسلك ؟ ، تداولت السنون وإذا بي أغسله حينما فارق الحياة ، رحمه الله تعالى برحمته الواسعة .

وعن نشاطاته في ( تغسيل الموتى ).

نعم ، أنا أدير مغتسلات القطيف وعلى سبيل المثال : مغتسل القديح ، والبحاري ، والقطيف ، والتوبي ، إضافة فإننا نقوم بعمل دورات للرجال ، والنساء في ما يخص ( تغسيل الموتى ) ، وتعريفهم على الكيفية المتبعة في ذلك ، وكذلك نقوم بالتواصل مع النساء في الحالات الصعبة الناتجة عن الحوادث ، وغيرها ، فيتم إرشادهم إلى الكيفية المتوافقة للفتوى الشرعية ، والتواصل مع الدكتورة إن لزم الأمر ، علماً بأن هناك دكاترةٌ متبرعون في ذلك .

وعن كيفية ترميم القبر :
 نقوم أولاً بتغطية القبر بالكامل ، فكما ترى إن الكفن واضح هنا ، فإذا جاء أحدٌ من الأهالي ورأى القبر بهذا الشكل ، أليس الوضع مأساويٌ سيكون بالأمس جاء شخصٌ ، وأخبرنا بأن في المقبرة الثانية " الحليلة " نساءٌ يبكون حينما رأوا القبور بهذا الوضع حيث الأكفان خارج التربة ، واقعاً ، هذا صعب ، لا أخفي عليك بعض الشباب حينما أخبرتهم بأن ينضموا لنا قالوا : إن هذا العمل يقوم به الأهالي ، ونحن قد نعذرهم كما قال النبي صلى الله عليه وآله : احمل أخاك المؤمن على سبعين محمل من الخير " ، ونرد عليه : ربما في الأهالي لا توجد إلا النساء ، وكبار السن ، أو لديهم أولادٌ ولكن ليس لديهم اهتمام ، فكيف للنساء ، وكبار السن أن يقوموا بهذا العمل الشاق ، أليس بالأحرى أن يتكاتف الشباب الخير ، ويتعاونوا في إنجاز هذا العمل وكله محسوبٌ عندالله سبحانه وتعالى لا يضيع .

وعن الدعم الميداني :

في الأمس حضر ما يقارب عشرون شخصاً من القديح ، والخويلدية حيث أنهم حضروا من ذات أنفسهم ، نحن فقط نشرنا إعلاناً في الفيس بوك ، والواتساب وهذا العمل نمارسه في كل مطر يهطل على المنطقة ولنا ما يقارب العشرون عاماً نمارسه .

وعن الجذوع :

أهل البلد جزاهم الله خيراً يتبرعوا بالجذوع ، واليد العاملة تأخذ تقريباً 11 إلى 12 ريال عن كل جذع تجهزه ، لأن أصحاب النخيل يتبرعون بالجذع ، ونحن نحتاج لمن يقصه ليكون متناسباً كي يصف في القبر حيث أن الميزانية تأتينا حقيقة من الجمعية ، أو من الخيرين من أبناء البلد ، ونحن غالباً لا نطلب من الجمعية وإن طلبنا لا يقصروا ، ولكننا نفتح المجال للناس ، ففيهم الكثير من يحب التبرع  .

وعن الأسباب التي ساعدت على تلف القبور إضافة للمطر :

إن ضعف الجذع ن ساعد على تلف القبور ، وذلك لأنه يحتوي على دودة ، فإنك تبصره ، فتراه لا يشكو من شيء ولكن حين تلمسه بيديك تجده يتكسر ، للأسف إن الجذوع لا يهتم بها وهذا يجعل الدودة تنخره ، بمعنى أدق الجذع تالف .

وعن الجهة المسؤولة في تلف الجذوع :

إن المسؤولية تقع على الجميع من يحضره ومن يقصه حيث من المفترض أن يعطي خبراً بوجود الدودة ، إضافة إلى الجمعية فقد أخبرناهم بذلك ، وجاؤوا لم يقصروا جزاهم الله خيراً ولكن رشوا الجذوع  مرة واحدة ، والمفترض أن يتم الرش في أكثر من مرة وهذا معروف ولكن لا أعلم لماذا لم يكن ذلك ؟ ! .