الصادق الشيرازي يستنهض الهمم دفاعا عن الحقوق (٣-٣)

 

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين ، واللعن الدائم على أعدائهم وظالمي شيعتهم إلى قيام يوم الدين .

الثاني: الإعلام العابر للقارات

المفتاح والطريق الاستراتيجي الثاني الذي أشار إليه سماحة المرجع الشيرازي للدفاع عن حقوق شيعة أهل البيت عليهم السلام ورفع الظلم والحيف عنهم في العالم هو الإعلامالفضائي العابر للقارات والحدود ، فقد دعا سماحته إلى فتح المزيد من القنوات الفضائية ، إذ ( أن القنوات الفضائية الشيعية الموجودة اليوم هو عمل حسن ولكنها قليلة جدا ) إذا ما قيست بقنوات التضليل الإعلامي وقنوات ثقافة القتل والذبح والسحل ( فأصحابالباطل لديهم العشرات من القنوات التي يقومون من خلالها بنشر مذهبهم الباطل ويغطون ببثهم نطاقا واسعا من العالم ) .

كل هذا التأكيد على الإعلام الفضائي من قبل سماحته لعلمه بأن الإعلام سلاح استراتيجي له دور فعال وهام في الدفاع عن الحقوق ورفع الظلم ، ويتم من خلاله مخاطبة العالم لتشكيل رأي عام عالمي ضاغط باتجاه رفع الحيف والظلم ، فمن خلال هذا النحو من الإعلام يمكن جعل الظلمة وأصحاب الجرائم الإنسانية تحت الضوء لكشفهم وردعهم وفضحهم كلما همّوا بالظلم وإيقاع الأذى بأتباع أهل البيت عليهم السلام ،فالإعلام بمثابة سلاح ردع أمام جبروت الجماعات والسلطات الجائرة فإذا ما أراد شعب أن يحمي نفسه من بطش جلاديه فعليه أن يمتلك سلاح الإعلام ،وليس أقوى من القنوات الفضائية، ذلك الإعلام العابر للقارات .


وقد نبه سماحة الصادق الشيرازي
إلى توافر فرصتين وإمكانيتين لدى أتباع أهلالبيت عليهم السلام تمكنهما من امتلاك إعلام قوي، وهما:
-

١- التواجد العريض للكفاءات الشيعية في البلاد الحرة .

إن هذا التواجد النوعي للكفاءات الشيعية في البلاد الحرة يتيح لها المناخ الحرلإطلاق قنوات فضائية حرة تساهم في صناعة رأي عالمي ضاغط لخدمة قضاياها ، ولذا دعا سماحته تلك الكفاءات إلى انتهاز واستثمار فرصة تواجدهم هناك بندائه لهم (على الشيعة كافة ، بالأخص المتواجدين في البلاد الحرة ، عليهم أن يهتموا ويهمّوا إلى الاستفادة من الحريات المتاحة بأحسن ما يمكن ) .

2- المتمكنين ماليا.
الإمكانية الثانية التي نبه إليها سماحته واعتبرها عمودا فقريا ذا أهمية قصوى لصناعة وامتلاك إعلام قوي وكفوء، هي الإمكانية المالية المتوافرة لدى الشيعة ،فالدعم المالي من الأثرياء والمتمكنين ماليا لهذه القنوات يعد رافد قوي لصناعة هكذا إعلام ، لذا حمل سماحته أصحاب الثروة والمتمكنين ماليا مسؤولية كبيرة في دعم تلك القنوات والوقوف معها لتقدم رسالتها الإعلامية بأفضل وجه ، واعتبرهم شركاء في مسؤولية الدفاع عن حقوق الشيعة ورفع مظلوميتهم ، ولهذا خاطبهم قائلا ( ليعلم أثرياء الشيعة والمتمكنين ماليا أن مسؤوليتهم أكبر من غيرهم بكثير ، فعليهم أن يعملوا على تنمية وتقوية القنوات الشيعية من جهات عدة ) .


إن
الإعلام الفضائي عبر التعريف بثقافة أهل البيت عليهم السلام والدفاع عن أتباعهم مفتاح مهم وطريق استراتيجي لصناعة واقع أكثر أمنا وأمانا واستحقاقا لأتباع أهل البيت ، فهو سلاح العصر الذي بإمكانه أن يحمي المؤمنين من تغوّل أعدائهم وإيغالهم في دماء شيعة آل محمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين ،والتمادي في ظلمهم واستلاب حقوقهم .


وفي
آخر خطابه التوجيهي الذي ألقاه على جموع حاشدة من رجال العلم والفضيلة ، قرع سماحة آية الله العظمى الصادق الشيرازي جرس الإنذار للعالم أجمع بأن الأخطارالمحدقة بأتباع أهل البيت عليهم السلام والجرائم الإنسانية التي تقع عليهم لن تقف عند حدود الشيعة فقط بل سيتمادى أصحابها لتصل أخطارها إلى العالم كافة ، وستحل بالعالم حوادث وخيمة إذا لم يتم التصدي لدفع هذا الحيف ورفع هذا الظلم ومكافحة هذه الثقافة ، ثقافة الإجرام والذبح والقتل ، وقد صدح بصوته الرباني قائلا ( إن لم يتم التصدي لهذه الفتنة فان هذه المجازر وسفك الدماء والمظالم ستطال حتى الدول الحرة بالعالم أيضا ) فهل سيعي الغرب أنهم يلعبون بالنار حين
يشعلون تلك الفتن عبر أياديهم التكفيرية ؟! .