أربع زوجات لاتكفي !

 

 

 

روى صديقي مخبراً عن بطولات جد إبن خالته لأبيه ، والعهدة على الراوي ، حيث قال : إن جدي تواق وميّال للنساء حتى الغلو ، فهو متزوج بأربعة من قوارير حواء .. من اللبوس الونوس حتى العنوس العبوس ، وإحداهن هي جدتي العنوس .. وإنه ذات مرة جلست بجانبه أتحسس صلة الدم وإطالة العمر ، وكان جدي في الخامسة والتسعين دهراً ، وقد توفيت ثلاث من زوجاته ، وعلى ذمته الأن أربع بالتمام والكمال ، أي تزوج في حياته سبع نساء بزواج دائم ، ولانعلم بزواج العائم أو الغائم .

يوماً ما ، وعند مرور الخادمة أمامهما ، وهي تكنس وتتراقص يمنة ويسرى مع أصوات الماكنة، سأل الجد الحفيد : هل الخادمة ملك يمين ؟ .. فأجابه ( إبن خالة صديقي ) : ياجدي ، هذه خادمة وتعمل عندنا بعقد عمل ، وبأجر ، وليست ملك يمين ، فقاطعه الجد ، ولكن هي خادمة ، والإسلام يعتبر الخادمة جارية كما هو أسمها سابقاً ، وكذلك الأمة ( بفتح الهمزة ) ، وهي ملك اليمين ، وهن زوجات حلال بلال لصاحب البيت .. فسأله الحفيد ، أوكي وإن كانت متزوجة ؟ هل هي زوجة لصاحب البيت وهو أنت ؟

توقف الجد عن الكلام ، وأصلح جلسته مواجهاً حفيده الذي لايناديه عادة بأسمه ، بل ( ياهذا ) : لقد خرب الزمان بموت أشباه لقمان ، وأنتشر الجبّان ، وقل الأمان ، وبسبب حقدكم وبغضكم يا أهل هذا العصر هلك صمام الأمان ، وماهذا الصمام ياجدي ؟ ، لاتقاطعني ( مع إبتسامة ) ، الصمام هن النساء سلام الله عليهن وبركاته ، وأسمع باقي الكلام ، لك ذلك .

والله ثم والله ، إن عصرنا السابق خير من زمانكم ، ووضعنا الهالك خير من وضعكم ، وكان الرجل منا يدخل داره بإرتياح ، ويرعب الجدران بالصياح ، وبكل زاوية لديه زوجة .. وهن كالحمام في قن البيت ، وبكل مخدع له مهجع ، وإن أراد المبيت، فلشعورهن منه عبارة  ومن عيونهن إنارة ، فينادينه بتغريد الإشارة ،.. فيتم إيلافه ويرمي بأصلافه وأردافه  نحو إحداهن .

لكن جدي في زمانكم المرأة تستعبد وتسترهن ، لكن بزماننا المرأة نصف الرجل وعليها ماعليه .. فكيف بوجودك هنا خطأ وأتمانك على تعدد النساء بدد ، ولهو في الحياة  مدد ، والإسلام أوصانا بهن خيرا ، وألقى عليهن الريحانة لا الكهرمانة .

فأشتط غضب الجد ووكز حفيده بعصاه كي يطرده من مكانه ، فوقف الحفيد على رجليه وقال : حرام عليك ياجدي ، أنت من القوم البائدة وقد نقلت إلينا سوئات المائدة ، كيف تريدني بأمي وأختي وزوجتي سوءاً ، هن نسوة من الأنس مع آدم ، لا الجنس كما في مصطلحاتكم المسترجلة ، أو في عقولكم المستفحلة .

 فصرخ الجد بأعلى صوته : اغرب عن وجهي ياضعيف البال وأسير الحال ، فدوائكم بلا محال ، أنتم  مركب لهن كالذلول ، لاحول لها أو قوة من الفجر حتى الحلول ، لكن أنا المخطئ أني هرمت لزمانكم ، وعشت معكم ، وتوسدت ترابكم ، فبئس الناس أنتم ، وبئس حق الرجل عندكم ، فيا الله أمتني في الحال ولاتبقني مع هؤلاء الفاقة وعلل الناقة  ، فخرج الشاب وهو يتمتم : أستغفر الله ، أستغفر الله .. الحمد لله إنني بهذا الزمان ولست بزمانكم .

روائي وباحث اجتماعي