هاشتاق مبتعث

 

 

 

بين كل فترة وأخرى تنشط على موقع التواصل الاجتماعي تويتر "هاشتاقات" متنوعة ومختلفة في مسمياتها, مشتركة بفكرتها وهدفها. تكون أشبه بمظلة تجمع تحتها المبتعثين والمبتعثات على تويتر باختلاف الدول الدارسين فيها, مستواياتهم الأكاديمية وتوجهاتهم الفكرية.

عند متابعتي لهذه الهاشتاقات أشعر بالمتعة والإثراء في آن واحد, وكأني أتصفح أحد كتب السير الذاتية والتجارب الشخصية. فتختلف تغريدات المبتعثين والمبتعثات في الهاشتاق بحسب أعمارهم وتوجهاتهم, البعض يُركز على النصائح الدراسية وكيفية تخطي عقباتها خصوصاً في المراحل الأولى من اللغة أو خبرات وتجارب طلاب الدراسات العليا, والبعض الآخر يهتم بالتركيز في تغريداته على الأمور القانونية والإدارية في بلد الابتعاث, وصولاً بمناقشة أدق تفاصيل الحياة اليومية والاجتماعية للمبتعثين والمبتعثات بسلبياتها وإيجابياتها. في الجانب الآخر, تغريدات في كيفية اجتياز مرحلة الصدمة الحضارية, قضاء أوقات الفراغ, حتى تعلم الطبخ. وبالطبع جزء لا يُغفل عنه تغريداتهم بالنصائح الدينية والتمسك بالصلاة والثوابت الشرعية.

وأنا أتابع هذه الهاشتاقات تذكرت برنامج الإعداد للمبتعثين والمبتعثات الذي التحقت به تحت إشراف وزارة التعليم العالي عند حصولي للبعثة, والذي امتد لمدة ثلاثة أيام إجباري حظورها. تخللتها مجموعة من المحاضرات التقليدية عن كيفية الإعداد للسفر والدراسة في الخارج لأكاديميين من مبتعثي العقود الماضية, وجزء آخر من محاضرات دينية لمجموعة من المشائخ. الذي أتذكره جيداً أنني خرجت من ذلك البرنامج بمجموعة نصائح معلبة وكتيبات من الوزارة لا أكثر ولا أقل !

المبتعثون الجدد هم في حاجة حقيقية لخبرات ونصائح أبناء جيلهم الحالي من مبتعثين ومبتعثات, نصائح تواكب متطلبات الحاضر, تُمكنهم من تجاوز العقبات والابتعاد عن المشكلات. بإمكان وزارة التعليم العالي تأليف كتاب كامل من خلال تغريدات المبتعثين والمبتعثات في هذه الهاشتاقات, فكيف بها لو قامت باستقطاب بعض المبتعثين والمبتعثين أصحاب الخبرة والنشاط بواسطة الملحقيات الثقافية لعمل برامج تحضير وإعداد للمبتعثين الجدد !

لو كان لي قريب أو صديق مُقبل على الابتعاث وسألني النصيحة, فسوف أُشير له بالدخول على تويتر ومتابعة هذه الهاشتاقات؛ ليحصل منها على الفائدة الحقيقية, بدلاً أن يُضيع وقته هنا وهناك.

كاتب وطالب جامعي