التاسع من ابريل

 

 

 

 اليوم  هو التاسع من ابريل يوم مشهود عرفه العالم بأسره وهو يوم تزامن مع يوم اخر كان بالنسبة للآمة الاسلامية فاجعة كبرى باستشهاد رائد الفكر الاسلامي آية الله السيد محمد باقر الصدر(قدس سره ) وأخته العلوية المجاهدة بنت الهدى رضوان الله تعالى عنهما. .

التاسع من ابريل, الذكرى التاسعة لسقوط صنم الطاغيّة الأكبر،الذي كان جاثما على صدر الشعب العراقي المظلوم والذي حكم الشعب المظلوم ما يقارب خسمة وثلاثون عاماً بيد من حديد وأذاقهم طيلة هذه السنين اصناف العذاب والتنكيل وجرهم الى حروب وفقر وجوع .

 التاسع من ابريل كان وكما يعرفه الجميع ذكرى التحول الكبير الذي شهده الشعب العراقي الصابر في ذلك ألعام عام .2003

 التاسع من ابريل كان بداية مرحلة جديدة وحلم جميل للشعب العراقي لكي يهنأ بعيشة جميلة هانئة كباقي الشعوب في العالم، بعد تعاقب حكومات متتالية وانقلابات وإحداث وجور وظلم طيلة اكثر من ثلاثة عقود من الزمن.

 تعرض فيه  الشعب العراقي الى اصناف من العذاب والتنكيل في الاموال والإعراض والأنفس من تلك السلطة البعثية المقيتة التي جثمت على صدر العراق وحولته إلى مستنقع للتجارب والمتاجرة والمساومة والعذاب ووضعته في سوق الحروب والفقر.

 فمنذ تأسيس حزب البعث المقبور عام 1947،كان هناك مخطط مدروس وهو القضاء على الاحزاب الاسلامية بكل طوائفها ومذاهبها.

 وكانت  بداية حدوث الكوارث بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى في العراق والمنطقة العربية والإقليمية ، فما من كارثة حدثت منذ ذلك الوقت وحتى قبل سقوط اخر اصنامه إلا كان لحزب البعث المشؤوم يدا بها.

وفي عام 1977 كانت هناك انتفاضة الشيعة في كربلاء المقدسة والتي كان يتزعمها شهيد هذه الامة والذي نعيش ذكرى استشهاده هذا اليوم وهو اية الله السيد محمد باقر الصدر وأخته بنت الهدى رضوان الله عليهما.وما حدث بعدها من تصفية شاملة لجميع الرموز الاسلامية الاخرى.

 كما قام بإعدام الكثير منهم كما قام بزج  لآلاف منهم بالسجون والمعتقلات ،كما عمد على التهجير القسري للعوائل الكردية متهماً اياهم بأنهم من الايرانين .

ان هذا الطاغية والذي اشرف بنفسه على تعذيب الشهيد الصدر وأخته ألمظلومة حفر من ذلك التاريخ قبره بيده فتزامن سقوط صنمه الاخير في اليوم الذي اعدم فيه الشهيد السعيد اية الله محمد باقر الصدر قدس سره الشريف عندما دخلت القوات الامريكية المحتلة الى العاصمة بغداد.

ومع تزامن ذكرى استشهاد المجاهد والمفكر الاسلامي الكبير وأخته العلوية بنت الهدى رضوان الله عليهما ونحن نحي هذه الذكرى ، لنعيش مع فكر وعلم وجهاد وصبر الشهيد الصدر في عقولنا وفي فكرنا وفي كل حياتنا، لأنه كان الصبر والعلم والعقل والفكر والإسلام كله .

التاسع من ابريل كان فيه شمس قد غابت وشمس اخرى سطعت من جديد على الشعب العراقي المضطهد تحت تسلط تلك الزمرة الفاسدة من زمرة حزب البعث المجرم بعد سقوط النظام في ذلك اليوم المشهود.

 لهذا من هذا اليوم المشهود والمشرق على الشعب العراقي الصابر ووسط هذه الامواج المتلاطمة بين الحين والأخر من عدم  الاستقرار منذو السقوط إلى الان يجب على الشعب العراقي ان يلتف حول نفسه وان يعي جيداً بأن هناك مخططا مدروسا  ومؤامرات تحاك من خلفه من اجل سلب ارادته وحريته وديمقراطيته واستقلاليته.

وما نشاهده من مجازر وإرهاب اعمى مقيت من فئة لا تريد لهذا الشعب ان يعيش مكرما عزيزا مسالما ،بل لكل الشعوب المحبة للسلام والمحبة والعاشقة لحسين الشهادة والتضحية والفداء والذي تعلمنا منه بان لا نعيش تحت اقدام الطغاة والجبابرة او نخضع للذل والهوان.

 ايها العراقيون تذكروا تلك الايام التي قبل التاسع من ابريل كيف أنتم وكيف كنتم تحت سيطرة يد البطش الصدامي المقيت وزمرته بين انياب قصي وعدي تلك القلوب المتحجرة والمتعطشة دائماً لدماء. وكيف اصبحتم الان  فلا تسلموا رقابكم وأرواحكم  مرة ثانية ليد الجلاد.

التاسع من ابريل هو يومكم انتم من تختارون و انتم تقررون مصيركم وحياتكم وليس أحد يفرض عليكم،

 أنتم  يجب من يسيطر على خيرات العراق ويتحكم بمفاتيح العراق وان تعرفوا بإن ثمن هذه الحرية كانت دماء وأشلاء سقطت ولازالت تسقط ومن تحتها انهارا من دماء .

 لقد عشتم في تلك الحقبة  بين حروب  لستم تريدونها وثروات  متعددة نهبت من تحت بساطكم ومن ايدي ابنائكم وأصبحتم افقر شعب وانتم تملكون اكبر ثروة نفطية على مستوى العالم وثقافة شاملة وحضارة عريقة  ومقدسات تهوى افئدة المحبين اليها من كل مكان.

 لقد اقام الطاغية الذليل صدام حسين دعائم سلطته المتجبرة على جماجم الابرياء وانهار من الدماء الطاهرة، التي اريقت في سجونه ومعتقلاته المظلمة وفي المقابر الجماعية ومن بينهم هذا المجاهد  الصبور .وان مايميز هذا الشهيد المجاهد كان رجل مواقف ومسؤولية كان يتحدى ويقف امام تلك السلطة الفاسدة بكل قوة فهو لم يقتصر في زمنه مشتغلا بالعلم فقط فقد بنى فكر الامة وثقافتها بما يقتضي عليه ضميره لذلك قدم لنا فكرا حضاريا عندما الف لنا كتبا غنية متحديا جميع العقول والمثقفين والباحثين فكتاب  فلسفتنا وكتاب اقتصادنا كان يتحدى به الفكر الشيوعي والرأسمالي المنحرف .

ان دمه عندما سال كان يسقى به ارض العراق لكي يعيش الشعب العراقي المسلم المظلوم الحرية والاستقرار والكرامة.

السلام عليك يا سيدي ايها المجاهد الصبور السلام عليك وعلى اختك المظلومة بنت الهدى .

علي حسن آل ثاني كاتب في الشبكات المواقع والصحف المحلية والخليجية