القطيف والإرهاب الجديد


 

 

متى كنتِ يا قطيف مسكناً للإرهاب؟ أبعد سرقة النفط أم قبلها؟! باعوك يا قطيف بأبخس الأثمان؟ والعار يلاحق المعتاش على اليد البيضاء ثم يعضها، لولاك يا قطيف لما كانوا أسياداً إن صح اللقب، فبئست السيادة التي تقوم على السلب والنهب والتنكر للجميل، بالأمس كانت طلائع الزهر تُنعت بالمندسين والمفسدين، وبعد أن أراقوكِ دماً قالوا للشهيد المفدى ما أنت إلا إرهابي وعميل، وسقياك من الخارج، أرادوا أن يرشقوا زهرتين، فارتد الحجر خاساً في العيون، فأي بصيرة ترتجى لمن فقد ناظريه؟!

يسوقون الأقلام ليكملوا حياكة الباطل، وما حديثهم إلا زخرف، والجفاء من نصيبهم وأولى بهم، التأثير الذي كان لهم سابقا انقلب، فالتشهير والرعب الذي يراهنون عليه أمسى عنكبوتاً خائراً لا يقدر على شيء، وهل سينفع الاعلام الخريفي الباهت اللون والمذاق؟!، المعركة الاعلامية لم تعد حكرا لسلطةٍ تحتكر القلمَ والأفواه، فالاستقلالية الاعلامية نمتلكها بقوة عبر الانترنت والفضائيات، حتى بدأت الحيرة تتزايد مما نمتلكه.

الميدان الأول هو النفس، ولقد نجح الصمود أمام المدرعات والرصاص القاهر؛ بالثبات والتحدي للموت الذي سيأتيهم قريبا، حتى علت الحيرة من زهور يتلذذون الشهادة التي فاقت العسل، يظنون أننا سنقامر بسفك الدم الذي يستمرؤه المصاصون، فتحول لكابوسٍ يطارد مفترس البراءة !!

تباً لتيك الأبوة التي لا تعرف غير النار والحديد، القمع من شيمهم حتى "سال بالدم أبطحُ"، وضاق السجن بالسجان من كثرة الأبرياء، فالأبوة التي تُنعت بالقلب المفتوح، لم تكن إلا دهليز قفصٍ يُقعقع فيها القيد، ووعود كاذبة، وشيء من سفك الدم الحرام، حكايتنا مع هذه الأبوة لا تنتهي، فهي الكف الرحيمة، صاحبة الحنان والعطف منذ الطفولة، التسلط والاستبداد لا يعرف طريقهم، حتى لقبت بلادنا بـ" الرجل المريض" لكثرة خيراته واستفحال البطالة والفساد فيه، من قال أنهم غير صادقين، نعم تقدمنا يتحرك، ولكنه يراوح : "مكانك سر" أو " للخلف در" في أغلب الأحيان !!

لم تجدي طعنة الأمس فينا نفعاً، فأعقبوها بطعنة أخرى، غلفوها بـ"الإرهاب الجديد"، الذي يستهدف علماء ورموز أبناء الشرقية، ويسكبون به الماء على آخرين، فمن يعترض على الحاكم لجامه الحرابة، ولقب الخارج عن الدين في انتظاره، كيف لا يكون الدين طيعاً وعلماء شهوة السلطان تتخم بالملايين؟!، خسئوا أن تكون اللعبة لصالحهم، فتمديد الأزمة لصالح الماس لا الهرم؛ إن لم يفهم الرقيب، والتأخر في التصحيح لن يخدم البطل الذي تصنعه أبواقهم، وسيحتار النفاق أين يضع أوراقه؟!، وهل ينفع أن يقتلع شعبٌ كامل عن وطنه؟!