بأي ذنب قتلت يا زهير؟!

 

 

قرب أمتار من مصرع الشهيد زهير، تتدفق آبار النفط التي تخزنها أراضينا الغنية بالخير، والذئاب لا يشربون إلا الدماء التي تراق في شوارعنا، ولا يقتاتون إلا على التهام الذهب الأسود الذي يدفعون ثمنه رصاصاً في قلوب إخواننا وأكباد أبنائنا، وهل يؤمن مكر الذئاب والثعالب؟! بعد كل هجمة شرسة يخرج كبيرهم عاوياً موجهاً أصابع التهمة نحو الأبرياء والأحرار، يصفهم بالملثمين والمندسين الذين يحركهم كنترول الأجندات الخارجية من أجل المساس بسيادة الحدود المصطنعة التي مزقنا بها الاستعمار فكنا قطعة سائغة في فم الطامعين ..

اللثام قطعة قماش يضعها البعض ليحفظ نفسه من جنود يتربصون بالأحرار الدوائر، إلا أن هذه الحالة بدأت تنكمش فالمنطقة برمتها تعيش حالة الغليان، فما الذي سيصنعونه فوق القتل الذي يمارسونه كل يوم أمام عدسات وكالات الأنباء العالمية، العدسات اليدوية والخاصة بدأت تنتشر في صفوف المطالبين بالحقوق، لتوثيق ما يجري على الواقع..

هذه العدسة يمتلكها الجميع، فمن لا يمتلك في جواله عدسة راصدة تحرك الرأي العام؟! تلك العدسة هي التي نراهن عليها كثيراً، ولعل قناة " صمود" التي تعدنا بنقلة نوعية ستربك المخادع، ومن يعتاش على التقارير المكذوبة والمبيتة ليلاً، هذه القنوات وغيرها فم يهز الجبابرة، وتضعهم على محك التشهير الدولي والعالمي، بالأمس يمارس القتل بصمت ولا رقيب، واليوم الرقيب يقتلع الفساد برمته بعد عجز واضح طال سنيناً..

الكذب المعلب ستكشف حقيقته قريباً، فالسلطة الإعلامية المحتكرة أمست في قبضة الجماهير، وليترقب الخصم حقائق الخزي والعار الذي سينشر على حبل الغسيل ليشاهده العالم، ولعل الشعب أكثر حرفية وهمة ممن يحركهم طمع الدولار وبريقه، لاسيما أن سلاحهم الأوحد بعد الله هذه الخطوات السلمية التي تهز وكر الطغاة والحمقى !!

لم يبقى لنا الكثير لنقوله أمام عدسة ناطقة ومتحركة بالبث المباشر، ستكون سطورنا قليلة في هذه الحقبة الزمنية الفاصلة، سيكون الحديث للشاشة والقلم سيمسي مستمعا، ومعلقاً في ذيول قائمتها، وما نريد أن نوثقه للعالم وللتاريخ باختصار، أنهم يسرقون نفطنا ثم يقتلوننا، هذا ديدنهم، أما يكفيهم نهب الثروات؟! فلماذا كل هذا الفساد عياناً جهاراً، بالأمس قتيل واليوم آخر، ولا نتعجب أن نشاهد المزيد، فمتى سيرفع القتل عنا ؟!

الطيبون هم الذين يرحلون، ويبقى من لا يطاق، كم كنت خلوقاً يا زهير، فبأي ذنب قتلت يا ترى ؟! ألأنك رفعت يدك مطالبا بالعدالة ورفضت الاستبداد والجور؟!، قتلوك حتى يخرسوا الضمير الهادر فينا، وأنّ لهم أن يخرسوا صوت الحق المزمجر في أعماقنا؟!، لقد رحلت سريعا يا زهير، ولكن الأحرار يعاهدوك أن يزفوك زفافاً يليق بشأنك كما فعلوا بأقرانك الراحلين..