«الشهداء والمهرجان الكبير»الجنادرية

 

لم تتوقف " الجنادرية " التي تسرق لبابهم إلا من أجل التفرغ لقتل الأبرياء منا، ولم يحلو لهم أن نكمل فرحتنا بالمولد النبوي الشريف، حتى أراقوا مولد الرسول دماً بإزهاق أرواح شبابنا، طلقات النار هذه المرة خرجت مبكرة ومجنونة كعادتها، أليس الجبان هو من يجابه اليد العزلاء بوابل الرصاص؟!، ثم يتهموننا بالإرهاب، حاشاهم أبناء الحجاج، فالإرهاب لا يولد إلا حين يظهرون وينتشرون ليعيثوا في الأرض فسادهم، فمتى ستقام في حقهم آية الحرابة ؟!

الحرباء طبع يعشعش في أعماقهم، فهم يقتلون الأزاهير ثم يعزون أهلها، وكأنهم ملائكة أبرياء وما الشيطان إلا هم، بل هم من يتعوذ منه الشياطين، انظروا  لرؤوسهم لتعرفوها، فالكتاب يعرف من سطره الأول..

وقبل أن نعقد أربعين الشهيد الأخير، أقسم الجلاوزة أن يكملوا حلقة الشهداء بحلقات جديدة، أولسنا نعيش بالقرب من ميدان اللؤلؤة عاصمة الأحرار؟!، وهتافنا الأبدي يهتف بالتلاحم معهم، فلا ريب أن يقطع سيفهم الذي يفري هناك، رأسنا الذي يتنفس هنا عبق الكرامة، أيظنون أن الدماء تراق بلا ثمن؟!، كلا فلقد أضحت قطيفنا قلباً يتوقد، أو يخالجهم الشك أن موج الانتصار الكبير سيكون بمعزل عنهم؟!، إنه سيغرقهم لا محالة إذا فار التنور، وستمتد الأضواء من عرش المنامة هناك وحتى قطيفنا الباسلة !!

(القطيف والبحرين شعب واحد مو أثنين) عبارة هتفناها ونهتفها للأبد، فالوشائج ممتدة بالمعنويات قبل الماديات، والدم الذي يراق في شوارعنا نبضٌ لما يحدث في شوارعهم، ولا ريب أن السهر والحمى يتداعيان في الجسد الواحد، فهاجسنا أن نتوحد؛ حتى مع الآخر، إلا أن القوم يعارضون باقة الزهر والريحان برصاص الغدر والنيران، حتى اختلط الأحمران بريق الورد الذي نقدمه محبة في التوحد والإتلاف ودماء شهدائنا الذي يريقونه كل يوم، أولم نعلنها "وحدة وحدة إسلامية"؟!، وبعد أن مددنا أيدينا في أسبوع الوحدة التي اقتنصنا فكرتها بمهارة، كانت تحيتهم - لنا فيها - تمزيق اللحمة وسفك الدم الحرام وتشتيت الجمع بمزيد من الدسائس المبيتة والواضحة للعيان، هكذا تُصنع الحبكة في قمة الهرم،  ثم يديرون اللعبة خلف مستنقع الدناءة والخسة، غير أن الأحجار التي تحركها أصابع الشياطين ستعرقل مكرهم "والله خير الماكرين"، هم يعشقون الخلد، غير أن الخلود ليس من ديدن البشر، فالحاكم الباغي وشيكاً سيقبر، إلا أن الشهداء خالدون رغم أنوف الطواغيت التي سيطويها الموت قريباً جداً، وتحل علينا بعدها البشارة، حينها سنعلن المهرجان الكبير، الذي سيكون عيداً وطنيا بامتياز !