الباحث النمر: العنف هو أقصى درجات العدوانية

شبكة أم الحمام منتدى لقاء بالقطيف

 

استضاف منتدى لقاء بالقطيف الباحث أسعد النمر الاثنين الماضي في لقاء تحت عنوان: (العنف.. السبب والعلاج)، الحوار الذي أداره عبد الإله التاروتي مقدماً ومعرفاً بالضيف.

تطرق النمر في البدء إلى تحرير بعض المفاهيم ذات العلاقة بالعنوان، والمترابطة به ارتباطاً عضوياً، من أمثال: (العدوان، العدوانية، السلوك العدواني، الاعتداء الجسدي، الاعتداء اللفظي، تأكيد الذات، العنف...) وذلك من أجل إعطاء صورة شاملة لمفردة (العنف) وموقعيتها بجانب المفردات الأخرى.

النمر أشار إلى أن الإنسان يحتوي على طاقة يفرغها أحياناً بصورة سلبية، وأحياناً أخرى بصورة إيجابية، هذا من جهة ومن جهة أخرى تأخذ هذه الطاقة شكل سلوك ظاهرٍ أو غير ظاهر، والعدوانية هي مظهر من مظاهر هذه الطاقة الصادرة كسلوكٍ وفعل لإزالة العوائق التي تعترض الإنسان بأي طريقةٍ كانت، فالعدوان هو سلوك يُقصد منه الإيذاء بمختلف أشكاله ودرجاته، إلى أن يصل إلى حد (العنف) الذي يُعدُّ أقصى درجات العدوانية وأشدها.

كما حاول النمر التمييز بين الفعل القاسي بقصد الإيذاء والذي يعتبر عنفاً وبين الفعل الصادر بقصد تأكيد الذات أو الدفاع عن النفس، أو بقصد معاقبة المجرم.

وفي الأثناء أشار النمر إلى أن الذكور أكثر ميلاً لممارسة العنف من الإناث، بينما يمارس الإناث غالباً تجاه الذات من خلال إيذاء الذات بالضرب أو الانتحار أو ما أشبه..

بعدها تحدث النمر عن بعض النظريات والأسباب التي تقف خلف هذا السلوك، وهي:

1. نظرية التحليل النفسي: والتي ترى أن العنف حالة متجذرة في الإنسان بشكلٍ غريزي.

2. نظرية التعلم والاكتساب (النظرية السلوكية): وهي ترى بأن العنف جاء نتيجة تعزيز السلوك من خلال التعلم في تجارب متتالية. وهناك نظرية (التعلم بالملاحظة) وهي ترى بأن العنف يمكن أن يأتي نتيجة ملاحظة ومشاهدة المشاهد العنفية في لبيت والشارع والمدرسة ومن خلال وسائل الإعلام..

3. النظرية الكيميائية: وترى هذه النظرية أن العنف هو نتيجة زيادة هرمونات معينة في الجسم.

4. نظرية المورثات: أما هذه النظرية فترى بأن العنف مغروس في الإنسان بشكلٍ وراثي، وليس وليد الاكتساب، فلا إرادة للإنسان في انتهاج هذا السلوك.

5. النظرية الاجتماعية: وترى هذه النظرية أن هناك أسباباً اجتماعية تدفع الناس إلى العنف كالفقر والطلاق والبطالة.

6. نظرية الإحباط العدواني: وترى هذه النظرية أن الإنسان كلما كان محبطاً كلما ازداد عنفه..

ومن ثم تطرق النمر إلى مسألة العلاج، مقدماً كلامه بأن أصحاب كل نظرية يتوخون طريقة للعلاج تنسجم مع النظرية التي يؤمنون بها، فأصحاب نظرية التحليل النفسي مثلاً يرون بأن العلاج يبدأ من إجراء تحليل نفسي للفرد وعلى ضوء هذا التحليل يُدرس الأسباب التي دفعته إلى هذا الفعل، ومن ثم يوضع العلاج المناسب، أو أصحاب النظرية السلوكية فيبدأ العلاج عندهم من خلال إشباع الفرد وتفريغ الطاقة لديه في إطار ممارسة السلوك التعاوني. أما أصحاب النظرية الاجتماعية فيرون بأن العلاج يبدأ من خلال إزالة الأسباب الاجتماعية المولدة لهذا الظاهرة فقراً كانت أو تمزقاً أسرياً أو بطالةً.

النمر أشار إلى أن العنف إذا تحوّل إلى ظاهرة فمن الصعب معالجتها بشكلٍ فردي، بل لا بدّ من تظافر كافة الجهود الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني من أجل حلحلة هذه المشكلة ومعالجة أسبابها ومظاهرها.

بعد ذلك أتيح المجال أمام الأسئلة والمداخلات من قبل الإخوة الحضور.

الجدير بالذكر أن منتدى لقاء انطلق قبل مدة وجيزة، حيث يقام بشكلٍ أسبوعي ليلة كل أثنين.