جنازتي

ميمٌ،.. منيرٌ،..
قالت الأموات ليْ، وارتد من تلك الجنازة أسمُ بعضِ العابرين.
كالعالقين على الحياة نكونُ أضحية المساءْ.
وجنازةٌ أخرى تمرُّ على طريقٍ آخرٍ، كان أسمها سلمى، يداها بوحَ حبٍّ كاللآلئِ في المدى، لجبينها حزنٌ وطعمُ جنازةٍ تعبى منَ الحِملِ الثقيلِ، منَ التذكرِ والصدى. كانت تسافر خلف ظلّ بنفسجٍ، لم أعرفِ الشخص الذي ماتت على قلقٍ معهْ. كان اسمهُ شيئاً خرافياً شبيهاً بالجنازة، وهي تعبرُ للطقوس الآسنهْ.
وعلى الطريقِ.. على الطريقْ.
بدأت جنائزونا بموتٍ أو حياةْ. هل نحن أمواتٌ نسير إلى انتهاء الشيءِ، أم نحن الحياةُ، أم الصدى نحنُ.، لا شيءَ يعرف ما أكونُ الآنْ. لا شيءَ يعرفُ ما أنا.. حتى أنا مازلتُ أجهلُ أي سرٍّ في اسميَ المنحوت في رئتي. أ أنا القيامةُ ربَّما؟!!..، وأنا النهايةُ ربَّما. ولربَّما أخطأ أمتعتي فكنتُ القادمُ المنسيُّ وسط الريحِ كنتُ.
أو ربَّما ماتت بداخليَ القصيدهْ.
منْ يعرف الترحال غيري. هذي جنازتها تُحدثني.:
ميمٌ منيرٌ، عابثٌ كدموع طينٍ لم يزلْ منّي.
سأظلُ أسمعُ كلّ حرفٍ في دمي.. ، نونٌ.. نداءٌ.. يسبقُ الأحياء للدنيا، فنأتي دون إذن من تضاجعنا، ونأتي حاملين الليلَ في أكفاننا.: قالت إليْ
 الملحُ يشربُنا. الوقت يُنهكنا، جنائزونا الفقيرة لا تجد إلا صدىً يرتدُّ مثل الريحِ للموتى.: قالت إليَ وما يزالُ القولُ يحملُ بعضَ أحلامِ الغيابْ.
أنا يا أبي تعِبٌ من الموتى.، هذا البكاء الآدميّ كما رؤىً تأتيكَ مثل جنازةٍ ألفت عطورَ الحزن في جسد الضحيهْ.
فكنِ الضحيةَ ساعة الميلاد يا أبتي.
وكنِ انتماءات القدرْ

مازلتُ أعبرُ روح أمواتي.
أشكالَ قبرِ راح يؤنسني بوحدته القديمهْ. ما زلتُ مثل النهرِ أبحثُ عن دماها الضائعات كما الترابْ.
ما زلتُ أجهلُ ما مزاج الملحِ في قلب السرابْ.
ميمٌ،.. منيرٌ،..
قالت الأموات ليْ، وارتد من تلك الجنازة أسمُ بعضِ العابرين.