هل نتركهم يموتون وهم يبتسمون؟
لو كان طفلك مريضًا ويرفض الدواء… هل تتركه يموت مبتسمًا؟... أم تجبره على شرب ما ينقذه؟
اعتبارًا من يوم أمس الأربعاء، أصبح رسميًا ممنوعًا على القُصّر دون 16 عامًا في أستراليا دخول مواقع التواصل الاجتماعي.
ولو سألناهم: لماذا تحرمون أبناءكم متعة من أجمل متع الحياة في هذا العصر؟
لما احتاجوا إلى سؤال أصلًا، فقد أجابوا مسبقًا: ”وسائل التواصل الاجتماعي تُستعمل سلاحًا بيد المتحرشين، والمدمنين، والمجرمين… وهي مصدر للقلق، وأداة للمحتالين، والأسوأ أنها منصة للمتحرشين عبر الإنترنت“
ويضيفون: ”تهدف هذه الخطوة إلى حماية الأطفال والمراهقين من الإدمان على منصات التواصل“
ماذا لو سألنا الكبار قبل الصغار؟
الرجال: قرار ممتاز… ولو شمل النساء أيضًا لكان أفضل!
النساء: ”سلبتم من أبناءنا متعة من أحلى متع هذه الحياة الجميلة“
أما أصحاب الشأن المراهقون والأطفال.
فلأطفال لن نسألهم لأننا نعرف الجواب مسبقًا:
”أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أباك“.
المراهقين سيسخرون قبل أن يستوعبوا الهدف منه وسيقولون بخفاء:
”نعتقد أنكم لا تفهمون ما تفعلون، ولن يكون لهذا الإجراء أي تأثير فعلي علينا… نحن نعرف كيف نتجاوز الحواجز“
فها هي واحدة منّا، ”إيزوبيل“
«13 عامًا» لم تحتج سوى خمس دقائق لتجاوز الحظر.
عندما سألتها أمها: كيف فعلتِ ذلك؟
أجابت ضاحكة: ”أحضرت صورتكِ ووضعتها أمام الكاميرا، فسمح لي النظام بالدخول، وقال: شكرًا لتأكيد عمركِ“
ردّت الأم: ”يا لكِ من شقية“
ومع ذلك، هناك نساء مؤيدات للقرار، ومنهن ميا بنيستر التي حمّلت وسائل التواصل الاجتماعي مسؤولية انتحار ابنها ”أولي“ «16 عامًا» بعد مضايقات متكررة على هذه المنصات.
وقالت: ”إعطاء الأطفال هواتف نقالة أشبه بتزويدهم بأخطر سلاح.“
وتتكرر القصص المأساوية…
إحدى الأمهات في نيويورك حمّلت ”تيك توك“ مسؤولية انتحار ابنها تشايز ناسكا «16 عامًا» بعدما قادته مقاطع ينشرها التطبيق نحو أفكار الاكتئاب والموت، رغم أن اهتماماته الحقيقية كانت: كرة السلة ورفع الأثقال!
قالت الأم إنها صُدمت عندما اكتشفت أن معظم المقاطع التي كان يشاهدها ابنها تتعلق باليأس والظلام والموت.
أما الدراسات، فقد أجمعت تقريبًا على وجود علاقة بين الإفراط في استخدام مواقع التواصل وبين:
صعوبات النوم
مشاكل نفسية
زيادة خطر القلق والاكتئاب
ارتفاع نسب التحرش
زيادة خطر الإدمان
زيادة خطر الإنتحار
لكن هل نستطيع حقاً منع أطفالنا من استخدام التكنولوجيا التي أصبحت جزءً
لا يتجزأ من حياتهم اليومية؟
هل ستكون أستراليا الدولة الأولى والأخيرة، أم سنرى غيرها يسير على خطاها كما ألمحت ماليزيا والدنمارك وبعض الولايات الأمريكية؟
ويبقى سؤال البداية معلّقًا:
هل نجبرهم على تناول الدواء الذي قد ينقذهم؟ أم نسمح لهم بالمماطلة
ونتركهم يموتون وهم يبتسمون؟






