نحو مجتمع أكثر وعيا

يعد الإدراك الاجتماعي خطوة في غاية الأهمية تجاه تنمية الذات، وإيجاد أفراد أكثر تطورًا وإبداعا وتأثيرًابصورة إيجابية في خضم تلك المنظومةالمجتمعية التي نعيش فيها.

وبالتالي يسهم بشكل قوي وفعال في تعمير وتشييد المحيط الذي يقطنه؛ إذا نستطيع القول أن إنشاء العقول يبدأ من تأسيس الشخوص أولا وترسيخ ثقافة البذل والعطاء. ومن هنا نؤكد أن عملية التحفيز والدفع بها للأمام تجاه الرقي بذواتنا، والسعي ما أمكن للارتقاء بأفكارنا ورآنا النيرة التي من خلالها ننتج أجود ما يمكن أن يقدم لصالح وطننا وشعبنا بشكل عام.

وهذا في حقيقة الأمر يبدأ بخطوات ومعايير واضحة المعالم، ومحددة بإطار عنوانه النهضة المستدامة والازدهار الطموح، وهذا لن يكون بمقدورنا فعله وتحقيقه وبلوغه إلا بعوامل عدة منها:

المثابرة، والاصرار على تربية الأفكار، والمعتقدات الناجعة والمفيدة، والسير بثبات نحو عالم التفوق والرفعة والنجاح.

إن المعرفة والبصيرة والإلمام وكل مايمت بصلة للحركة الاجتماعية من ظواهر سواء كانت تلك الظواهر حميدة أو على النقيض من ذلك.

كل ذلك يشير إلى مدى وعي الأشخاص بما يرتبط من تحديات، وصعوبات يبتلى بها وقد يصادفها العامة في مجتمعنا على وجه العموم وتكاد تلك المعوقات تعترض الطريق المرسوم والمخطط له نحو منحى مضيء ينشده الكثيرون، والخيرون المخلصون، والمحبون لوطنهم والعاملون بكل ما أوتوا من عزيمة وتصميم وجلد بالطاقة القصوى لتحقيق الأهداف المشتركة والمرجوة التي يطمح لها الجميع، ويعم نفعها وثمارها وجدواها كافة أرجاء البلاد والعباد.

للوعي الاجتماعي مناقب جمة ومآثر عدة وهذه مجتمعة تساعد على تطويرالعلاقات بصورة فاعلة ومجدية ينتابها مشاعر العطف والرحمة والإيجابية في نظرتنا لجميع الأمور الحياتية والمصالح المشتركة بل والأكثر من ذلك هو جعل الحياة في سعادة بالغة وهانئة وبالتالي يسود تلك المعاشرة والود المتبادل في الوسط الاجتماعي الذي ننتمي إليه ونحاول جاهدين وصادقين العمل بكل طاقتنا ما أمكن لتحسين وتجميل سلوكنا تجاه أنفسنا أولاً والآخرين ثانيًا راجين الله جلت قدرته أن يأخذ بأيدينا لطريق الجادة والصواب؛ لنرتقي بأنفسنا وكل من يقع تحت مسؤوليتنا الشرعية والأخلاقية والاجتماعية من رعايانا كالزوجة والأبناء ومجتمعنا المحيط فالكل منوط به واجب الإسهام في التشييد والبناء والاستقرار والطمأنينة حتى نصل بوطننا العزيز إلى مايلبي الطموح والأهداف المرجوة التي تنشدها قيادتنا وشعبنا والنشء من الأجيال.

ومن هذا المنطلق نؤكد جازمين أن التعليم هو الجزء الأساس الذي من خلاله يتم إنشاء مجتمع صحي: «فكريا، وثقافيا مترابطًا» ذي قاعدة صلبة وأكثر متانة وقياسا عليه إن كانت تلك القاعدة مستقيمة ونزيهة سلم المجتمع بجميع مكوناته وإن كانت تلك القاعدة مهزوزة ضعيفة وغير صالحة تصاب المنظومة المجتمعية بمرض عضال يعيق تقدمه ونجاحه لهذا نقول أن بناء العقول والتحصيل العلمي بجميع فروعه يلعب دورا ظاهرا في بلوغ أجدى وأنجع النتائج العصرية ومن هنا نزعم أن المعرفة وطلب العلوم المختلفة هو الأصل في الانطلاقة والأكثر نفعا نحو الوصول إلى نمو ورخاء مستدام تسعى كل أمة طموحة متفائلة وتنظر بعين ملؤها بصيرة لمستقبل زاهر يكون أكثر تألقًا وإشراقًا وتلألأً.

وقبل الانتهاء نستنتج أن الوعي بكل صنوفه هو لا شك صمام أمان لكل جماعة أرادت لنفسها السير في طريق الحكمة، والسداد وبالوعي والبصيرة نخلق لأنفسنا وأجيالنا وبلادنا طريقا يزخر بكل أنواع العز والمفاخر.

فبالعلم والعمل نصعد ونرتقي فلا يستطيع العقلاء نكران ذلك والآثار المحمودة والمرجوة الناتجة عنه تجاه الأمة.

فالعلم هو الأصل والعامل الرئيس الذي ترتكز عليه الأوطان في بناء مجدها ورقيها وتراكم حضارتها وترسيخ مكانتها والسير بها في ركب الأمم والثورة التكنولوجية الرائدة التي تجعل من هؤلاء الخلق أناس يحظون بمنزلة تحمل في مجملها كل تبجيل واحترام بين نظرائها من الأقوام والشعوب.

وعليه يمكننا أن نختم تلك المقطوعة بالقول «كلما اتجه أفراد المجتمع من فتية وفتيات للاستزادة من مناهل العلوم المختلفة وحقول الفكر والمعرفة كلما أصبح هذا الجمع متآلفًا محبًا بعضه البعض متعاونًا مترابطًا شامخا عزيزا متماسكا رافضًا، ومستنكرا للبغض والكراهية والأحقاد ويضرب له حساب ويشار له بالبنان في المحبة والألفة والتواد».

السيد جهاد الهاشم كاتب ومعلم، حاصل على درجة الماجستير في الإعلام من كلية الآداب بجامعة الملك سعود بالرياض، يجمع بين الخبرة الأكاديمية والممارسة العملية في مجال الإعلام والتعليم.