سؤال حيّر النساء

سؤال حيّر النساء في همسهم ، وتفاخر به الرجال في علنهم ، وخمنهُ الكتّاب في آراءهم ، ورويت لأجله الروايات في حكاويهم ، ودونهُ الحكماء في دفاترهم ،
وسُردت في تفاصيله الحِكم  ألا وهو ... من المرأة التي تستحق أن يرتبط بها الرجل نفسياً وجسدياً وفكرياً ، ومن المؤنسة لِيسكن معها ليله و يشاركها نهاره ، ومن يقضي معها متعته داعياً الله أن يرزقهُ منها ذريته ، ومن المؤهلة ليأمِنها على تربية بنينه زينة حياته الدنيا ، ومن تستحق أن يبدل قواه وطاقته  لإسعادها  ويقدم التنازلات ليحوز على قلبها ورضاها ومن هي الجديرة بالفوز ليرتبط مصيره بمصيرها حاملةً اسمه فإذا كانت مفخره أفتخر بها وأن كانت معرّه أستعر معها ، ومن هي الغَاده معه على إبتلاءات دنياه والشاده بيده لمنجيات أُخراه .

وهل مقايس جمال الطينة المتمثلة بالجسد مُقدمة على نور النفخة الإلهية المتمثلة بالروح ؟ أم الأهمية للعنصر الروحي وصفاء النفس وجمال السريرة
وخلو القلب من مستقبح الخُلق أما الشكل لا خلاف عليه فكل النساء في النهاية جنس واحد ، قبل أن نبحر في هذا الفضاء ، لابد أن نعرف من له الأحقية بالإبحار والغوص فيه ومن على أي مرسى أُختير ليعطينا بيانه رافعينهُ كعلم يهدِينا لصريح وصحيح الخطاب ، يُتناقل على ألسن البشر كنبراس يُمتثل له .

 أَصاحب الخبرة مثلاً وكَثرة القراءات والدراسات في هذا المجال ، أَرَجُل الدين لكونه يستنبط  مواصفات معينه في المرأة الصالحة للنكاح والمعاشرة من الروايات وقصص الأولياء  فنأخذ بقولهِ كإلزام ، والنساء بما أَنهم في موضع الحديث عنهم أنستطيع أيضاً أن نأخذ بنظرتهم في هذا الأمر ، وعامة الناس أَلِوَقْع كلامهم أثر على صاحب الشأن .

فلنسمع ما تقوله الشريحة الأخيرة وهم عامة الناس، فالمُشاع بينهم أن سعادة الرجل مع الفتاه الصغيرة خفيفة الظل كثيرة الجمال الشكلي قليلة التجربة لا تعارض ولا تطالب ، ولا دراية لها  بحقوق الزوجة  يُطبعها على طباعه  كالعجينة الطرية تتشكل بسهولة  ، ففي رأيهم صاحبة الرقاء والذكاء متعبة وصعبة التفاهم والألُفة ، والناجحة في حياتها مُقلقة للحياة الزوجية ، ومن لها إطلاع على حدود واجباتها مع الزوج مزعجة ومشاكسة .

وفي الواقع كُلا يُغني على ليلاه ، ومن منظورةِ يتكلم ويستنتج ، لأن رأي الإنسان يعكس شخصيته الناتجة من طريقة تنشئته الطفولية ونوع الأفكار التي غُرست  فيه ، وحتى بيئةً تربى فيها لها تأثير على نظرته وطموحاته وأحلامه المستقبلية ، فمن له أحلام وطموحات فذه ومتطلّع لتسلق قمم الجبال متحدياً صُعوبات الطريق لن يقترن بالمرأة ساذجة  فارغة المضمون ، لأنها ضعيفة الهمه قليلة الصبر ستُعيقه وستُحطم كل قوة وعزيمة عنده لتحقيق العُلا .

ومن عبّد مسيرة حياته بنجاحات متتالية سيحرص أن تكون حاضنة طفله امرأة مثابرة على الكفاح ليختلط  دم الطفل بدمها وهو جنين وتسقيه حُب التميز من المراضع ليكمل ما أبتدئه أبوه ، ورجل باسل أخذ على عاتقه الرقي بأمته الإسلامية وتصدّى لمواجهة الفتن وبات قلق على وضع الدين سيفكر ألف مره بمن ستشاطره همومه ، وسيدنو من بيوت الرفعة والفضيلة ومن عُدت حركاتهم وسكناتهم نذور لخدمة الدين .

ومن لا تتعدى أمنيته في شريكة حياته إلا كدمية حسناء المظهر خاوية الجوهر، العلم والثقافة عندها وعند أهلها حيلة الفقراء ، فهذا ضعيف الحيلة  وهوان حيوانيته غالبته ، وذاك الذي يريدها أن لا تعرف من الدنيا إلا مأكل ومشرب ومنام فهذا ضعيف الشخصية ومشكك ومتردد يخاف المرأة الناجحة الطامحة يخاف أن تُظهر ضعفه بقوة شخصيتها وتجدد أفكارها .
 
وفي الخلاصة  من الخطأ أن نتمسك بهذا الرأي كونه معروف عند الناس أوالأخذ من ذاك لأنه متمرس في العلاقات الزوجية  أو من تلك لكثرة إحتكاكها بالحريم ،،، فلا يوجد نماذج محدده لمواصفات الزوجة المثالية  فلكل رجل امرأة تناسب شخصيته وميوله ومادة تفكيره ومساعي أهدافه .
واختم بمقولتي هذه : اخبرني من تريد  من النساء أخبرك من أنت ..