حماية المسافرين والمغتربين

يعرف قطاع الطرق بالأشخاص الذين يميلون للأعتداء الجسدي أو نهب الأموال أو تهديد الأفراد المسافرين والمغتربين الذين يقودون المركبة في المناطق النائية والبرية، وكل ذلك أما يكون بالتهديد بالسلاح الناري أو الأبيض، وقد تحصل مثل هذه الاعتداءات في فترة الليل نتيجة قلة الأمن والأمان في مناطق محددة نائية أو برية وخطيرة مثلا بالشوارع التي تكون فيها الإنارة والخدمات المحددة منقطعة، إضافة لوجود نسبة قليلة جدا من الأفراد الذين يقودون مركبات في فترة الليل.

ويميل قطاع الطرق المتسللين أو المتلثمين بالوشاح مثلا للذهاب عن طريق قيادة مركبة للمشاريع الخاصة بالقطاعات أو الشركات التي توجد بالمناطق النائية، وبهذا يحصل مثلا نهب المعدات أو الأجهزة أو الأغراض أو الأسلاك الكهربائية الخاصة بمنطقة العمل، وقد تحدث أحيانا اعتداءات مبنية على الاعتداء على رجل المراقبة الخاص بالمشروع في فترة الليل أو الاعتداء على حراس الأمن أو العسكريين.

من واجب على كل فرد يعمل في مثل هذه المناطق الخطيرة سواء كان أجنبي أو مقيم أو سعودي عليه أن يتحمل المسؤولية في مجال التوعية وتعزيز الانتباه تجاه الزملاء الذين معه، وذلك من أجل أن ينتبهوا من قطاع الطرق بالأخص في فترة الليل التي تحتاج إلى تيقظ وحذر، ومن هنا للجهات المسؤولة دور في تعزيز الأمن والأمان للمسافرين والمغتربين عن القرية أو البلد الأصلي الذين يعيشون فيه، وكل هذه التنبيهات كي يعود المقيمين أو السعوديين للأسرة التي يعيشون معها بسلامة جسدية.

يجب أن يكون الأمن والأمان معزز بشكل قوي ويتطلب ذلك تركيب كاميرات مراقبة متطورة في أماكن محددة والتي تكون فيها المشاريع بعيدة بشكل كبير عن المدن والشوارع العامة، وذلك حتى يشعر الموظفين والمسافرين والمغتربين بالراحة دون الشعور بالخوف أو الرعب الشديد.

ونأمل أن يكون في مستقبل دورات وتدريبات لترخيص السلاح الناري عند الموظفين الذين يعملون في المناطق النائية والبرية الخطيرة، وثم بعد ذلك التأكد بكل وضوح أن من يستلم أي سلاح يكون مرخص من قبل الجهة المسؤولة وهذا يؤدي لجعل كل طرف يتحمل المسؤولية دون أن يتوجه لإستخدام هذا السلاح في غرض الاعتداء على أي مواطن بريء بأي بلد ومنطقة، بمعنى آخر إستخدام السلاح في الحالات الطارئة كالتعرض لقطاع طرق أو هجوم إجرامي معين من قبل عينات إجرامية محددة.

- ونآتي بلمحة تاريخية أو مثال على أخطر عصابة في تاريخ المكسيك وهي الكارتل التي لها هدف في تهديد وتخويف المغتربين والمسافرين في مختلف المناطق والبلدان على مستوى العالم:

تصف عصابة الكارتل أخطر وأقوى عصابة مخدرات في تاريخ المكسيك، حيث تبين إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية أن هذه المجموعة مشابهة للجيش والجنود العسكريين، وإن هذه العصابة تتوجه للاغتيالات والعنف وسفك الدماء ولأن معظم هذه العصابات لديها منظمات تتسم بإستخدام أساليب التصوير للضحايا المقتولين في الشوارع والمناطق النائية والبرية والسراديب المخفية والغرف والمنازل والقرى والمدن.

وتتوجه هذه العصابات للابتزاز المالي والخطف والقتل المثير للذعر، وهي متخصصة في تهريب الأسلحة النارية والبيضاء والاستغلال الجسدي للبشر والتجارة بالمخدرات.

وتستخدم هذه العصابات أسلوب التصوير «صور ومقاطع فيديو» للضحايا المعنفين بعد إتمام عملية تقطيع الجثث والقتل باتباع الأساليب المستذئبة والوحشية، وذلك بالتوجه لقطع الأجزاء الجسدية أو رأس الضحية المعرضة للاعتداء بإستخدام المنجل والذي يطلق عليه «Machete» باللغة الإنجليزية، أو الذين يتم قتلهم بسلاح «AK - 47 Kalashnikov» أو «Sniper Rifle» أو «Shotgun»، من خلال تفجير منطقة الرأس.

ولدى هذه المنظمات الإرهابية والإجرامية مواقع تستخدمها في مجال الترويج للمقاطع والصور الخليعة، بالأخص عند وجود أفراد وجماعات لديها قدرة على تأسيس منتديات ومواقع مخفية في المناطق القانونية التي تمنع ظهور هذه المواقع لديها، ولكن هذه الجماعات لديها قدرات احترافية في الاختراق والتهكير للأجهزة والتخفي في الشبكة العنكبوتية.

واتباع هذه الأساليب والتحركات الخفية يكون من أجل استغلال اليافعين والشباب والشابات في التحميل والمشاهدة والنشر لهذه المحتويات في برامج التواصل الاجتماعي كالتويتر أو التيليجرام وغيرها من برامج أخرى، إضافة إلى ذلك من أجل تشجيع المشاهد لهذه المحتويات على تقليد وتطبيق هذه الحركات والتصرفات الإجرامية المبنية على الحالة المرضية والجنون على أرض الواقع.

وأن هذه المواقع والمنتديات الخبيثة تعمل على استغلال الضحايا المعرضين للخطف والابتزاز في مجال التمثيل والأفلام والألعاب الإلكترونية العنيفة والمسلسلات المنحرفة التي يتم نشرها على مستوى العالم، من أجل العبث بالمجتمعات الإسلامية والقيم والعادات والأفكار والقناعات الخاصة بجيل الشباب.

العقل الواعي والدين الإسلامي نعمة من الله تعالى يؤدي لحفظ حقوق الناس في المناطق التي فيها نظام وقانون يسعى لتعزيز الأمن والأمان وصناعة الوعي البشري الذي يهدف لجعل المجتمع والفرد يكون لديه وازع ديني، وذلك بأن لا يتجاوز كل إنسان الخطوط الحمراء والقوانين التي يتم وضعها من قبل الجهات المسؤولة عن حماية أعراض الناس والمجتمعات والبلدان التي تتمسك بالدين وتتبع نهج أهل البيت ، بمعنى آخر الإمام علي الذي كان يواجه الطواغيت والزعماء التاريخيين المتوحشين في الحروب العسكرية.

اسأل الله تعالى أن يكون لدى كل إنسان جرأة دون الشعور بالخوف الشديد، من أجل مواجهة المنظمات والجماعات المنحرفة، من أجل حماية الإعلام والبلد الإسلامي.