شاعِرُ الحُبِ

شبكة أم الحمام علي حسين رضوان

في رثاء المرحوم الأستاذ الشاعر الحاج سعيد معتوق الشبيب رحمه الله

يا شاعِرَ الحُبِ صِغتُ الشِعرَ مُكتَئِبَاً
على فِرَاقِكَ وجدٌ دَمعُهُ سُكِبَا

يا شاعِرَ الحُبِ مَهلاً إنّ قَافِيَتِي
تُسامِرُ الَليلَ لمّا نومُهَا سُلِبَا

هذا مَكَانُكَ خَالٍ مِنكَ في ولهٍ
يَستَنطِقُ الحِبرَ والأوراقَ والكُتُبَا

لَطَالَمَا كُنْتَ تُلْقِي الشِعرَ تُبهِرُنا
رَوَائعٌ مِنكَ في أشرَافِنَا نَسَبَا

ما خِلتُ يَومكَ تَدنو مِنهُ مِحبَرتي وَفي الرِثاءِ دَوَاتي تَكْتُبُ العَتَبَا

رَحلتَ عَنّا سِرَاعاً كيفَ تَترُكُنَا
وَالشِعرُ لَمّا شَبِعنَا مِنك وَالأدبَا

آهٍ لِفقدِكَ كم بالشِعرِ تُسعِدُنَا
وإن شُجِينَا وجدنَا بَلسَمَاً رَطِبَا

فقد رحلتَ ومَا لِلشِعرِ مِنْ أحَدٍ
هُنَا يُجَارِيكَ فيما قيلَ أو نُسِبَا

يا من رأى العِشقَ في معبُودِهِ قدراً
ورتلَ الآي في القُرآنِ مُحتَسِبَا

فأصبَحَ النَاسُ عُشّاقاً تَحُفُ بِهِ
وهامَ فيهِ أُنَاسٌ صيّروهُ أبا

فَمَنْ يُنَاجِيهِ سِرَاً كُلمَا رُفِعتْ
مِنهُ الأكُفُ أجابَ اليومَ ما طَلَبَا

فليسَ بالسهلِ أنْ يلقى الإلهَ فتىً
على الوِلايةِ فيما غيرُهُ حُجِبَا

يا شاعِرَ الحُبِ يا قيثارَ أغنِيَتي
ويا صدى النايَ في سَمْعِي إذا طَرِبَا

ويا شدى الْبُلبُلُ الصّدّاحُ في بَلَدِي
كالطَيرِ إنْ حَلَ في الأرجَاءِ أو ذَهَبَا

فإِنّ سَمعي إلى صَوتِ الفَقيدِ بِهِ
شوقٌ إذا ما نَعى لِلسِطِ أو نَدَبَا

لتهنئِ الروحُ في ألطافِ بارِئها
وليهنئِ القبرُ مِنكَ الآنَ والتُرُبَا

أفنيتَ عُمرَكَ في تَشييدِ مَنْزِلَةٍ
هُنَاكَ في الخُلدِ يَعلو شأنُها رُتَبَا

قصراً مشيداً وَوِلدَانٌ مُخلَدَةٌ
وَقَبلَهَا الحُورُ تَبدو حولَكُم عُرُبَا

يا شاعِرَ الحُبِ عُذرَاً إنْ قَصُرْتُ فذي
مشاعِرُ الحُبِ إني صِغتُها عتِبَا

ففقدُ مِثلِكَ جُرحٌ في الفُؤادِ بدا
والشِعرُ «مأتمَ» احزانٍ لكُمْ نَصَبَا

جُزِيتَ خيراً ومِنّا ألفُ قافِيةٍ
تُهدى إليكَ وشِعراً فيكَ قد كُتِبَا