الزواج مطهر للنفس

قال الله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ «20» وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ «21». سورة الروم من الآية «20 - 21».

إن الزواج يعطي تشجيع ودافع للإنسان من ناحية الابتعاد عن ارتكاب الرذائل الذنوب ويعمل على تطهير الروح والنفسية، بالإضافة لإشباع الحاجات العاطفية والرغبات الجنسية، وليس فقط المقصود من التطهير هو إشباع الغرائز والرغبات بل يعتبر حماية الشاب والشابة من ممارسة العلاقات غير الشرعية، كالشواذ والدعارة وغيرها من علاقات أخرى تصب بالمعصية.

إن النظر للمحرم وممارسة ما هو غير مباح أصبح شيء عادي جدا لدى فئة من الناس ويذكر في الشريعة الإسلامية إن ذلك أمر محرم، ولكن بهذا الزمن من الصعب ترك هذه الرذائل بسبب تعدد المغريات والماديات، حتى ولو حاول الفرد أن يترك تلك الأمور لن يستيطع عند وجود حالة الإدمان.

شرع الله يحمي الجنسين من هذه الشهوة والانحراف السلوكي والأخلاقي، فالزواج يحفظ النفس من الدخول في متاهات الحب الوهمية وشرور الفتن، فالحب الحقيقي يكون ناتج عن حياة الشراكة التي تتطلب العمل والجهد من أجل أن تصبح متماسكة، إضافة لأن الحب المشروع يعمل على تنمية مهارات الاحترام والتفاهم وتقوية الاستقرار النفسي لتستمر العلاقة الزوجية من دون مشاكل متعددة وانفصال.

وخاصة وأن اتخاذ القرارت غير الواعية يولد حالة من التهيج العاطفي وعدم الشعور بالراحة التي تستمر لفترة طويلة من زمن، مما يشكل ذلك منعطف خطير جدا على الحالة النفسية والحاضر والمستقبل الخاص بالإنسان غير المقبل على التخطيط للزواج، وبالتالي فإن الراحة الحقيقية تكمن في التشبث بالتفكير الواعي.

عندما يكون لدى المرء وظيفة وتوافر السكن المعيشي والإمكانيات اللازمة خصوصا ولو في فترة العمر الشبابي، من الأحرى أن يفكر بالزواج بأقرب وقت لو أمكن لكي لا يتمادى في ارتكاب أعمال محرمة، وبالتالي فإن وجود حالة الاستعداد عنصر أساسي لتحمل المسؤوليات المستقبلية الكبرى، فعدم التخطيط وأخذ الوقت الطويل في اتخاذ القرار يؤدي لتفويت الفرص والدخول في متاهات نفسية عديدة.

صحيح أن بداية الزواج لا يخلوا من الخلافات ولكن مع مرور الوقت سيتم التفاهم والتعلم على كسب مهارات تساعد على العمل لضبط النفس، من خلال الصبر على التعامل مع المشاكل الكبيرة والارتباكات.