لقاء مع الرادود الحسيني المفرج عنه / إبرهيم العبدالعال

أحد المعتقلين في أحداث البقيع

شبكة أم الحمام أجرى اللقاء / عبدالله المحيميد


برزَ اسمه مؤخراً ضمن الاعتقالات التي جرت في مدينة الرسول لما عُرف بأحداث البقيع، حازَ على تعاطف واهتمام محلي كبيرين و كانت لعودته سالماً إلى دياره أن أدخلت البهجه والسرور في قلوب الأهالي و المحبين . خادم أهل البيت عليهم السلام الرادود الشاب ابراهيم العبدالعال الذي كان لنا معه الحوار التالي شاهدَ عيانٍ على أحداث البقيع وراوياً قصة اعتقاله في المدينة المنورة وما تلاها من مُجريات :

بدايةً : هلّا حدثتنا قليلاً عن تفاصيل قصة الاعتداء عليكم و اعتقالكم في الحرم النبوي الشريف. كيف تم الاعتداء عليكم؟ و ممّن ؟ و من هي الجهة التي احتجزتكم ؟

 مساء الثلاثاء بعد صلاة المغرب توجهنا للخروج من الحرم النبوي و كانت الأوضاع متوترة جداً بالخارج و مباشرةً  بعد خروجنا من المسجد تم استهدافي بالضرب من قبل مجموعة من المتشديين كان عددهم يصل للـ 30 فرداً  تقريباً كانوا منتشرين في صحن الحرم، بعد أن سألوني عن هويتي المذهبية والمناطقية ، وبعد ذلك وصلت قوات مكافحة الشغب بينما تفرّق المعتدون المتشددون قبل وصولهم لتستلمني القوات و تقتادني إلى مركز الهيئة الموجود في مقبرة البقيع، و هناك تم الاستحواذ على محفظتي وجوالي و في نفس الليلة تمّ نقلي إلى مقر الشرطة المركزية بالمدينة المنوّرة لإجراء التحقيقات .

إبراهيم العبدالعال
أثناء اللقاء بوالدة بعد الإفراج عنه


في الساعات الأولى لاعتقالك، هل كنتَ تتوقع أن تستمر عملية الاعتقال إلى أكثر من أسبوع ؟

لا، لم أكن أتوقع أن يحدث ذلك .

 

كيف كانت السلطات الأمنية تبرر تمديد الاعتقال لأكثر من مرّة ؟ خصوصاً و أنّهُ تم إطلاق وعود لذويكم هناك بالافراج عنكم في مواعيد محددة و لم يتم ذلك ؟

 حسبما علمت أنه كان من المُفترض إطلاق سراحنا ليلة الجمعة الأولى و تمّ إعلام المتابعين للقضية بذلك، لكن السلطات قامت بتعليق القضية و تمديد فترة الاعتقال مبررةً ذلك بانطلاق بعض المسيرات الاحتجاجية في القطيف وبلداتها .

 

كم عدد المرات التي تم التحقيق فيها معكم ؟ و ما هي الأسئلة التي كان يوجهها المحققون لكم ؟

تم التحقيق معي مرتيّن. المرّة الأولى كانت في مقر الشرطة المركزية و الأخرى كانت في هيئة الادعاء العام بالمدينة المنورة. و كانت التحقيقات تتمحور حولَ قصة الاعتداء و المضاربة بساحات الحرم النبوي الشريف، من هي الجهة المعتدية ؟ وكيف تمت عملية الاعتداء عليّ ؟ وتفاصيل قصة الاعتداء فقط ليس أكثر .

هل تم عزل المعتقلين المتهمين بأحداث البقيع عن بعضهم البعض أم تم جمعهم في غُرفة واحدة ؟

لم يتم تفريقنا، بل كنا قرابة الأربعة و عشرينَ مُعتقل شيعي في غُرفة واحدة وكان رجال السجن هناك ينادوننا بـ "الشرقاوية ". و فقط للتوضيح كان الجميع مُحتجز طوال فترة الاعتقال لقضاء فترة التحقيق ولم توجه لنا أي تهمة في هذا الخصوص .

إبراهيم العبدالعال
جموع شبابية يحتفون بالرادود أثناء أستقباله

 

و كيف كنتم تقضون أوقاتكم داخل المعتقل ؟

 غالباً كنّا نقضي أوقاتنا داخل المُعتقل بالصلاة و الزيارة و الدعاء و قراءة القرآن و كُنت دائماً أشبه ذلك لبقية المعتقلين بأيام الاعتكاف الرمضانية .

 

على من كنتم تعوّلون أساسأً في حلّ مسألة الاعتقال ؟ على الحراك الرسمي الذي قام به الوفد الشيعي أم على ضغط الشارع المحلي هنا من خلال المسيرات الاحتجاجية وغيرها أم ماذا ؟

 أولاً وآخيراً كان أملنا بالله عز و جل و بأهل بيته كبيراً جداً خصوصاً وأننا كنا في ضيافة رسول الله فكنّا نترقب ما سينتج عن جهود الوفد الشيعي ولقاءاته، أما المظاهرات و المسيرات الاحتجاجية التي جرت هنا فلم تكن تصلنا أخبارها داخل المعتقل .

 

توجهتم جميعاً مع بـاقي المعتقلين المُفرج عنهم للاجتمـاع مع الشيخ كاظم العمري ابن  الشيخ المعروف محمد العمري مباشرةً بعد خروجكم من المعتقل. مـا الذي دار في هذا اللقـاء ؟ وهل تم توجيهكم ببعض الآرشادات و التوصيـات من قبل سماحة الشيخ ؟

 بعد إطلاق سراحنا ظهر الأربعاء، تم استضافتنا في منزل سماحة الشيخ كاظم العمري - حفظه الله – و كان من المفترض أن تؤخذ و توثق أقوالنا في ذات اللقاء، لكني لم أستطع مواصلة الحضور هناك لارتباطي بموعد اقلاع رحلة العودة إلى الديار .

 

كـان لافتـاً زيـارة سماحة الشيخ عبد الحميد المرهون- حفظه الله- لكم في منزلكم . مـاهي الدلالة التي تعطيها أو تمثلها لك شخصياً مثل هذه الزيـارة ؟

 حقيقةً إن سماحة الشيخ عبدالحميد المرهون – حفظه الله وأدامه لنا – هو الأبُ الروحي لهذه البلد الحبيبة و الطاهرة، فليس بغريبٍ عليه هذه البادرة و هذه الزيارات لأبناء بلدته.  فكانت لزيارته شرفاً و دعماً معنوياً كبيراً بالنسبة لي و لعائلتي .

إبراهيم العبدالعال
تكريم الرادود في لجنة الأنوار

 

أثنـاء وجودكم خلف القضبان وفي الجانب الآخر كـانت هنـاك حاله من التضامن الشعبي الكبير داخل أم الحمام وخارجها، و بشكل مكثف أكثر من فئة الشباب تم التعبير عنها بأشكال عدّة ..
هل كنتم على دراية بما يدور هنا خارج المعتقل ؟

 لا، لم أكن أعلم بما كان يدور خارج المُعتقل و ما يحصل هنا، كانت الزيارات القليلة محصورة فقط بالحديث عن الأمور و الأحوال الشخصية و لم يكن يُسمح بغير ذلك .

 

ما كان شعوركم بعد معرفة كل ما كان يجري هنا أثناء اعتقالكم ؟

 لم يخطر ببالي أن هذا ما كان يدور و يحدث و أنا داخل المُعتقل، لكن لم يكن لي إلا أن أحمد ربي وأشكره لوجود أُناس يحملون همّي ويهتمون لأمري و أنا ممتن جداً لما قاموا به .

 

كيف كانت اللحظات الأولى بعد أن قُرّة أعين عائلتك و والدتك برؤيتك ؟

كانت لحظات عاطفية جداً عشتها و ليس لي القدرة على وصفها .

 

ما الذي أضافته هذه التجربة لابراهيم  بعد أن خضتم تفاصيلها و عشتم أبعادها ؟

عملت هذه التجربة على تقوية ايماني بالله عز و جل و زادتي عشقاً في أهل البيت عليهم السلام و جعلتني أكثر محبةً لخدمتهم فهم لا يخيبون و لا يردون من طلب الله بحقهم.
أيضأً فُتحت عينيّ على أنّ أم الحمام هي أم الخير والبركة تهتم و تحرص على جميع أبناءها فزاد فيّ ذلك شعوري بالانتماء إليها بعد وقوفها بجانبي .

 

كلمة أخيرة توجهها في نهاية هذا اللقاء ..

أود أن أوجه شكري و تقديري لجميع من وقف معي وساندني في محنتي سواءاً أثناء فترة الاعتقال أو بعد خروجي من المُعتقل، و أحمد الله الذي أعادني لأهلي و بلدتي سالماً و إن شاء الله عقبال جميع المغتربين و المبتعدين عن أهاليهم وأحبابهم بحق محمد وآل محمد .

تمنياتنا لك بدوام الأمن و السلام و آخر الأسواء إن شاء الله،  شكراً جزيلاً .