هل نحن بحاجة إلى جرعة تخويف؟

مع بداية انتشار وباء ”كورونا“ كانت تصدر دعوات بتوخي الحذر في نقل الأخبار، والدقة في تبادل المعلومات، وتجنب أساليب الاثارة، أو المبالغة في وصف ما يجري، مع ضرورة إشاعة روح الطمأنينة والهدوء، وأن نكون دائما متفائلين، وأن الحياة سوف تعود إلى طبيعتها، وأن كل ما يجب علينا عمله هو العمل بإجراءات الوقاية إلى أن تعبر هذه الأزمة بسلام، وبأقل الخسائر.

فالتقارير وإحصائيات التي تصدر بشكل يومي ربما تصيب الناس بالخوف والهلع، وتثير فيهم مشاعر الرعب والقلق، وتذهب مخيلتهم إلى أنهم عرضة للموت قبل أوانهم، خصوصاً حين يتم تكرار الحديث عن آلاف الإصابات، وأن المستشفيات والمراكز الصحية تمتلئ بالمصابن، وهو الأمر الذي يمكن أن تكون له تداعياته السلبية، وآثاره المضر على النفوس.

إن إشاعة روح الطمأنينة في النفوس مازال أمراً مطلوباً، كون الحالة النفسية تلعب دوراً مهماً في مكافحة الوباء، أو في الشفاء والتعافي منه. فيما الخوف والقلق يمكن أن يتسبب في هزيمة الإنسان من الداخل، ويضعف مناعته ضد مخاطر الوباء.

إلا أن السؤال هل نحن بحاجة أيضاً إلى جرعة تخويف من أجل رفع حالة الانتباه والحيطة والحذر، والتحفيز على التقيد بكل إجراءات السلامة، وعدم التراخي أو التهاون في تطبيقها، خصوصاً مع ارتفاع الخط البياني لأعداد المصابين والمتوفين؟