مختصون في ثقافة الدمام يؤكدون على العلاقة بين العلم والفن

شبكة أم الحمام

احتضنت قاعة عبدالله الشيخ بجمعية الثقافة والفنون بالدمام مساء أمس الأربعاء 14 محرم 1439 هـ ندوة «العلم والفن» التي نظمها مركز العلم، وشارك فيها الدكتور عبدالعزيز الحميدي، والفنان عبدالعظيم الضامن، والفنانة مريم بو خمسين، وقدم لها رئيس مركز العلم المهندس محمد الماجد بالتعريف بالمركز ونشاطه وأهدافه، ونبذة موجزة للتعريف بضيوف الندوة، التي صاحبها معرض مصغر، عُرضت في جانبيه لوحات للفنانة بوخمسين وللفنان الضامن.

بدأ الدكتور عبدالعزيز الحميدي بتعريف الجمال، مستخدماً لفظ الجمال للتعبير عن الفن، وأشار إلى أن الارتباط بين العلم والجمال يمر بثلاث مراحل، أولها البحث عن جوهر الجمال، ثم ينتقل العالم بعدها من جوهره إلى تطويره لينتهي بعملية المزاوجة بين جميلين لإنتاج ماهو أجمل، موضحاً أن العلم دخل بصورة مساندة للفن، مستشهداً بتعديل الصور المشوشة والتي تتم معالجتها ببرامج الفوتوشوب، حيث أن الغالبية تجهل بأن تلك البرامج عبارة عن معادلات رياضية، كما أشار إلى أن علم الرياضيات دخل في الكثير من المجالات الفنية من بينها مجال تصميم الأزياء.

كما نوه أن العالم حين يبدأ في دراسة جديدة غالباً ما يبدأ بشيء مألوف ثم ينطلق منه إلى ماهو غير مألوف، مضيفاً بأن الحضارة الإسلامية أول ماعرفت من علوم عرفت علم الهندسة وعلم الأرقام، ثم زاوج المسلمون بين العلمين لينتجوا علماً جديداً وهو علم الجبر، وزاوجوا بعدها بين علم الجبر والهندسة لينتجوا علم الفلك.

وتناولت الفنانة مريم بوخمسين تفنيد نظرية فصي الدماغ، موضحةً أن ليس كل ماهو شائع حقيقي، وأوجه الشبه بين تفكير العالم والفنان، حيث أنهما يتفقان في الحساسية للمشكلات، والرغبة في الاستكشاف، الحاجة إلى بذل الجهد العقلي والجسدي، والاتصال بين الآخرين والعالم.

وفرقت بعدها بين العلم والفن، مؤكدةً بأنهما ليسا وجهين لعملة واحدة وليس حتى أنهما جزآن مختلفان لنفس السلسلة ولكن في الواقع هما تجليان لشيء واحد الفنون والعلوم هي الصور الرمزية للإبداع البشري، مستعرضةً أوجه الاختلاف بينهما والتي تتمحور في أن الفن ذاتي والعلم موضوعي، الفن خيالي والعلم واقعي، الفن يتقدم بشكل أفقي والعلم بشكل عامودي، وأخيراً اختلاف طبيعة النواتج النهائية.

أما عن الشراكة بين العلم والفن فقد استشهدت بشخصية الفنان الشهير «ليوناردو دافنشي» معتبرةً أنه أحد النماذج الباحثة عن التوازن باستخدام كامل أدمغتهم، مشيرةً إلى أنه لا يمكن الفصل بين دافنشي الفنان أو العالم، مضيفة عن الشراكة بين الفن والعلم أن وكالة ناسا وظفت عدداً من الفنانين يعملون على تصميم شاشات العرض لتقديم بيانات الأقمار الصناعية بطريقة دقيقة ومفهومة لغير المختصين والعلماء.

من جهته، أكد الفنان عبدالعظيم الضامن بأن العلاقة بين الفن والعلم علاقة طبيعية جداً، حيث أن الفن كان له الفضل في بعض الاكتشافات العلمية، مستطردا في حديثه حول «دافنشي»، منوهاً إلى أن علمه يشبه فنه، فكلاهما كان يترك أغلبه دون أن يكتمل، مؤكداً بأنه لا يمكن الفصل بين شخصه كفنان عن شخصه كعالم، وكما أن له لوحات مخلدة في الفن كالموناليزا والعشاء الأخير، فإن له يد البداية في بعض الاختراعات المهمة كساعة الجيب وساعة الجدار والهيلوكبتر، مشيرا إلى دور الألوان في علاج بعض الاضطرابات النفسية ومدى تأثيرها على الفرد، مختتماً بقوله: « غاية العلم هي المنفعة والمعرفة والتعليم، أما غاية الفن فهي البحث عن الجمال».