قرار عنصري تعسفي يبدد احلام المبتعث «حسن الدحليب»
تهيؤنا الحياة لان نحلم كثيرا خصوصا فيما نتمناه ونسعى لان نرتقي فيه لنحقق ولو الجزء القليل من امنياتنا لتكون على ارض الواقع، لهذا يعتبر حلم كل طالب هي ارقي امنياته حتى وان كان ليس على مستوى عالٍ من الذكاء لهذا يسعى جاهدا أن يحقق ولو خارج نطاق بلادنا، ومعظم الطلبة يطمحون بشهادة جامعية راقية ذات مستوى عالي لكي يصل الى ما يريد لذا عليه ان يجتهد ويثابر ويسهر لكي يصل الى كافة احلامه.
وهناك طلبة شقوا طريقهم واجتهدوا لتحقيق أحلامهم ولكن هناك عقبات قد تحطم كل الطموحات في غياب من يدلل تلك العقبات واعني بها الملحقيات الثقافية، قد يستغرب البعض من عنوان الموضوع كهذا.. فكيف يكون الطالب السعودي في الخارج ليعيش معاناة تقهره، والدولة تصرف الملايين على تعليمه نعم للأسف الملايين.
فالطلبة المبتعثين بالخارج تراهم بين مطرقة الغربة وملحقياتهم وبين تعسف بعض الجامعات الاجنبية، وتلاعبهم بقرارات مستقبل الطلبة بالخارج.
إن الابتعاث الى الخارج إحدى ابرز القضايا الهامة التي قامت عليها خطط التنمية وأحدى أبرز المسائل الحضارية في معركة العلم والمعرفة حيث شكل الابتعاث مساهمة في حركة التنمية والوعي والثقافة بين ابناء المجتمع.
سأتعرض في هذا المقال عن بعض السلبيات والمشاكل التي تعترض مسيرة المبتعثين وأتمنى راجيا أن تصل للمسؤولين حتى يتمكن البرنامج من تحقيق أهدافه المرجوة.
تبدو الصورة غير واضحة المعالم، مع ندرة ما يكتب وينشر عنهم في الصحف والوسائل الإعلامية ألداخلية يبدو الطلاب وكأنهم في عالم آخر، لا يتم الحديث عنهم إلا حين ينشر خبر حادث مروري أدى إلى وفاته، أو طرد آخر، أو سجن ثالث، إلا أنه وفي ثنايا تلك الحياة اليومية الشاقة للطلاب لا تجد الا خبرا عابرا لحدث ما، فثمة أحلام وآمال، ومشاكل وأزمات، لا يدري عنها الكثيرون الا من عاصر مثل تلك المشاكل وحدثت له واقعيا سواء مبتعث أو مرافق.
ولا يزال مسلسل معاناة الطلاب المبتعثين للدراسة في الخارج مستمراً ويزداد من عام لآخر، وما إن ينتهي فصل من فصوله في دولة من الدول حتى يبدأ فصل آخر من المعاناة في دولة أخرى وغير ذلك من المعاناة الدائمة ومشاكل كثيرة تعترض تحصيلهم الدراسي الجامعي والأكاديمي.
معاناة الطلاب المبتعثين مع ملحقياتهم في الخارج يحتاج الى وجود تحالف بين الكتاب الصحفيين وكافة وسائل لإعلام الغائبة عن هذه المعاناة. ومن المفترض لتسهيل هذه المعاناة إنشاء خط ساخن يربط هؤلاء المبتعثين بالملحقيات، ويفترض أن يتقبل ويتعامل مع الوارد من المشكلات والقضايا بمرونة وسرعة.
وهذه قصة لمبتعث من ابناء الوطن كرس نفسه ووقته وشبابه في الغربة من اجل تحقيق احلامه التي كانت تراوده في ان يكون احد اعمدة ابناء الوطن في مجال الطب وحصل على بعثه من الدولة في نيوزلندا. التحق بكلية الطب بجامعة اوكلاند في نيوزلاند ليحقق حلمه وحلم والديه، بأن يصبح طبيب النساء والولادة، طوال خمس سنوات هى الفترة التى قضاها متنقلا بين مدرجات كليته وغرفته بالمدينة الجامعية كل هذه المعطيات تشير إلى أننا نتحدث عن طالب خلوق مجتهد ومثابر،
على مشارف إتمام دراسته فى كلية الطب لكى يخرج إلى سوق العمل ويشارك ابناء وطنه وخدمة مجتمعه في مجال الطب، إلا أنه فوجئ فى يوم 13 اكتوبر 2014. بعد أيام من إنهائه امتحانات الفصل الدراسي الثاني، بأنه مفصول نهائيا من كلية الطب، ليتصدر اسم حسن جمال الد حليب 26 سنة الطالب بكلية الطب قائمة المفصولين من جامعة اوكلاند في نيوزلاند.
قرار تعسفي عنصري يبدد احلام المبتعث الطالب حسن جمال الدحليب وسط تحرك خجول من الملحقية الدفاع عنه بعد ان انفقت عليه الدولة طيلة سنوات دراسته. وهاهو يروي ماحدث له لكي يستفيد من تجربته اخوانه، كي لا يكونوا ضحية لمثل هذه العنصرية التي تنتهجها بعض الدول ضد المسلمين. وان تتجنب ادارة البعثات من ارسال الطلبة إلى هذه الدول.
وتبدأ القصة وحسب رواية الطالب. أنها بدأت المشكلة عندما فوجئ في عام 2013، ادعت مشرفة امراض النساء والولادة وبعد اليوم الثاني من اجتماعنا اني اشكو من اضطراب عقلي لأني قمت فقط بهز رجلي وفرقعة مفاصلي وهذا شيء طبيعي كذلك كتبت المشرفة نفسها في تقرير الطالب ان نظراتي كانت حاده وهو ما قد يؤذي خصوصية الاخرين وعزت ذلك الى عاداتي وتقاليدي ايضاً وفي نفس التقرير، كتبت المشرفة ان علاقتي مع المرضى علاقة طيبه وودية ولطيفة لكنها لم تكن مقتنعة ان ذلك كان حقيفياَ.
وذات يوم بينما كنت في الكفتيريا اتناول غدائي، ارسلت لي رسالة تطلب فيها مقابلتي وبعد 8 دقائق من وقت ارسال الرسالة ذهبت الى مكتبها وكانت غاضبة واعتبرتني متأخرا بالرغم اني نجحت في الاختبار الكتابي واختبار العيادة، ولكن بسبب هذا التقرير اعدت السنة الخامسة في الطب في شهر مايو 2014، كان هناك اجتماع للتدريب اللياقي نتيجة ان مشرف الطب العام احتج على بعض الاشياء وهي ان تواصلي مع موظف الاستقبال غير جيد في قولي مرحبا وكيف حالك فقط!! حينما كان يحضر فطوره وقهوته ولدي ارجل طويلة تعيق المارة وتربك الطريق عند جلوسه ولا يرفع سماعة التليفون في العيادة. وبعد اجتماع اللياقة اخبروني انك سوف تفصل نتيجة هذه التصرفات، بعدها قررت ان ارفع محامي، سمحت لي اللجنة بذلك بالإكمال في كلية الطب بالرغم ان بعض اعضاء اللجنة صوتوا بفصلي.
يقول الطالب حسن بعد ان احتج مشرف تخصص الاطفال.
في اكتوبر2014 تم تحويلي الى اللجنة بعد ان احتج مشرف تخصص الاطفال برفع تقرير طلابي كونه تأخر 5 دقائق وهو عمل مشين وغير مهني لكونه ذهب ليغير ملابسه بعد أن تمزق بنطلونه، رغم ان الاجتماع بداْ متأخرً ساعة عن الموعد المحدد تم بعد ذلك تم اسقاطي في التقييم العملي العيادي.
ومن اسباب رسوبي وإعادتي للسنة الخامسة كما ذكر اعلاه حسب التقرير.
اتكلم بسرعة وبشكل فوضوي واستخدم القلم، واثناء الشرح كنت اتكلم ولم اسأل اسْلة كثيرة. بسبب هذه الحجج الواهية
فُصلت من كلية الطب في السنة الخامسة من جامعة اوكلاند في نيوزلاند. على هذه الحجج من مشرفة المادة بشكل عنصري ان تتخذ قرار تعسفي عنصري ضدي يتسبب في فصلي.
هذه هي الحجج التي بسببها تم فصل المبتعث الخلوق الشاب حسن جمال الدحليب من كلية الطب بعد خمس سنوات من تخصصه. وهو يستعرض تجربته المرة التي تسببت في فصله التعسفي الى اخوانه من الطلبة المبتعثين ويناشد الملحق الثقافي بالنظر في قضيته التي هي تعتبر قضية مهمة.
حيث يقصى فيها طالب انفقت عليه الدولة اموال طائلة من اجل التحصيل الاكاديمي ومن ثم يعود محبط وتبدد احلامه بقرار تعسفي عنصري جائر، يجب على ادارة البعثات ان تقوم بجولات تفقدية للملحقيات والجامعات في الدول الاجنبية وتتفقد ابنائهم وحل مشاكلهم المعقدة فهناك سيل من المشاكل يعانيها المبتعث ويكون دور الملحقية سلبي لا يبحث الا عن امور مادية مثل حسميات مادية ليس من حقه يقصم فيها ظهر الطالب ويعيقه عن التفوق.
وانني متعجب من هذه التجربة ومرارة نهايتها. كيف يعود هذا الطالب المبتعث من قبل الدولة بدون وثيقة تخرج وأين الملحق الثقافي وماهو دوره في حلحلة مثل هذه القضايا وهذه قضية ليست سهلة بل يجب ان تكون من اولويات الملحقية كيف نراهن على ابنائنا والدولة انفقت عليهم الكثير كي يعودوا للوطن وهم يحملون معاناتهم بدل تهيئتهم للوظيفة.
وكيف تمرر مثل هذه القضية على الملحق الثقافي في هذه الدولة، من المفروض ان تتابع الملحقية كل مشكله بكل ثانية تعرقل طموح شبابنا الذين انفقنا عليهم طيلة هذه السنين يجب ان لا نقف مكتوفي الايدي. أننا نناشد المسؤولين في ادارة التعليم والبعثات، بان تكون لهم كلمة تجاه مثل هذه القرارات العنصرية وان نحافظ على ابنائنا هناك ونحفظ حقوقهم.
نحن نتحدث عن الآلاف من المبتعثين في مختلف الدول الاجنبية، وهنا يجب ان تحدد حقوقهم وواجباتهم بصورة علمية مدروسة من كافة الجوانب. والمطلوب ان يؤسس وعي للتعاطي العلمي مع قضايا المبتعثين. يجب إعادة النظر في متابعة الملحقيات الثقافية لأنها الداعم الرئيسي لتفوق الطلاب واستمرارهم حتى يعود وهو يحمل شرف الخدمة لوطنه ويرد الجميل اليه.
لذا يجب تفعيل دور الملحقيات في المحافظة على المبتعثين وحلّ المشاكل الأكاديميّة والمادية وتعزيز الثقة بالمبتعث فإن بعض المُلحقيات فقدت دورها ولا تقدّم الدعم الكافي للطلاب. إن أهمية المُلحقيات الثقافية هي في رعاية شؤون طلابنا بالخارج ودعم تفوّقهم ومتابعة أوضاعهم الدراسية بالجامعات الأكاديمية وحل المشاكل الإدارية التي تواجههم في الجامعات والمعاهد العليا ومتابعة الدعم المادي المقدم من الدولة للمبتعثين.
هذا من جهة الملحقيات لكن ياترى ماذا ما قبل الابتعاث ماذا يجب عليها كمؤسسة للابتعاث الخارجي اليس هناك من دراسة توفر للطالب معرفة عن البلد والجامعة التي يجب ان يلتحق بها، وانه يجب ان يعرف ما إذا الدولة مهيأة لاستيعاب اختلاف القيم والعادات! الايجب ان تكون لها خلفية بقيم وعادات الطلاب من قبل جامعاتهم ومشرفيه فهناك بعض المشرفين والأساتذة لديهم عنصرية واستعداد لتهميش الطالب لأي سلوك لا يتناسب مع امزجتهم وثقافتهم وهذا كان مع كثير من الطلاب فحرموا ومنعوا من اكمال المشوار العلمي فالمزاجية وعدم المعرفة بالتراث الثقافي لكليهما مشرفا او دكتورا وطالبا يجعل المشكلات تستفحل والحلقة الوسط بينهما هي الملحقيات فيا ترى اين دورها في غربة طلابنا وطالباتنا اليست هي بديله عنا؟؟؟