أسس البناء
حينما نتلفّت يمنة أو يسرة ونرى حضارة أو تقدّم أو نهضة، فلا نظن أو نتوهم أنها أتت من فراغ!!
أبدا، ً فهذه الحضارة أو تلك، ماوصلت إلى ماوصلت إليه إلا عبر أربع مراحل:
أولها: الصحوة.
ثانيها: اليقظة.
ثالثها: النهضة.
رابعها: الحضارة.
واعتمدت على ثلاثة أمور مهمة جداً - ولايعني ذلك نفي بقية الأمور - أما الأمور فهي:
الشباب الواعي والمثقف وهم عمدة العمل والبناء والتغيير، ومن بهم تصحو المجتمعات، والكتاب وهو الذي يُعد القنطرة، فمنه يستقي، ومنه يغترف، ويساعد على اليقظة والتنّبه، فمن يقرأ يتعرّف على حضارات مشيّدة وهو جالس في مكانه مع كتابه، ومن لايقرأ تصبح خارطته مشوشة، ويصبح بسيطاً، فيقبل بكل شيء، لايفكر ولايبدع، ولا يتأمل! -
وللأسف الشديد ويحز في نفسي ماسأقوله - أين الشباب والذين هم قادة التغيير، وأمل المستقبل من الكتاب والقراءة، كم كتاب في مكتبته?! بل كم هو معدل مايقرأه في العام?!
والأمر الثالث هو المادة، فبدونها تصبح الأحلام سرابا والأماني قاعا صفصفا، وهنا ينبغي توجيه أصحاب رؤوس الأموال كالتجار الخيرين، أو من بيدهم الحقوق الشرعية لصرفها في مشاريع ترفع هذا المجتمع، وتنمي شبابه وشاباته، فهم عماد البناء وأُسه.
وعلى كلٍ، مطلوب من الإنسان العمل « قل كل يعمل على شاكلته» أما دعوى أن المجتمع متخلف والناس لاتعي وغيرها من الحجج - مع فائق الإحترام - هي تبريرات قد لاتجدي، وعلى المرء أن يعمل ويهيأ المقدمات والله سبحانه يتكفل بالنتائج، إذ لو كان هذا التبرير مجديا، إذن لجلس كل واحد في بيته وأغلق عليه باب غرفته بدعوى لمن يعمل?! والمجتمع متخلف!!
أين هي تضحيات الأنبياء والأئمة والمصلحين ألم يقودوا دفة التغيير والبناء مع مجتمعات أكثر تخلفا بل وأدهى من ذلك، مشركة تتجاهر بالكفر والعصيان، ومع ذلك عملوا بما عليهم، « ولئن يهدي الله بي رجلا واحداً خير مماطلعت عليه الشمس أو غربت » كما قالها نبي الرحمة وقائد التغيير. ومصلح الإنسان « محمد ».