تحت المِجهَر
- مثلمَا نَسأَلُ أنفُسَنا من أين للغنيّ هذا الغِنى، يجب أيضاً ألَّا نَغفَل عن سؤال أنفُسنا من أين للفقير هذا الفقر، فثَمَّة علاقة عَكسيَّة بينهما، فما جاع الثاني إلَّا بما تَمَتَّع به الأوَّل كما قال الإمام علي بن أبي طالب.
- عندما يَتَجرَّد كل غنيّ من شعوره بالملكية المُطلَقَة لماله، والتي تُسَوّغ له الشعور بالأنانية تجاه مَنْ هُم حوله مِن المَعوزين و أهل المَترَبَة، ويُؤمِن ذلك الغنيّ أنَّ المال كلهُ لله ومن الله، وأنَّه مُجَرَّد شخصٍ مؤتَمَن على هذا المال، ويجب أن يُنفقه في حدود الله ويُبليه فيما شَرَّعه الله، حينها ستتلاشى الطبقة المُعدمة من المُجتمعات، وسيكون هناك نوعٌ من التوازن الإجتماعي، وسوف تُرتَق هذه الفجوة الإقتصادية العميقة.
- حين أدخل لأحد المطاعم، وآكل حتى الشَبَع ،أحمد الله تعالى الذي أطعمني وسقاني من غير حَولٍ منّي و لا قوَّةٍ، ثم أحمل بقايا الطعام وأضعها في الحاويَة المُخصَّصة لها، لا أن أترك بقاياي و أهمَّ بالرحيل، حتى أشعر بجانب من إنسانيتي التي حباني الله بها وفضَّلني على سائر مخلوقاته.
- لو كل شخصٍ فينا بعد خروجه من السوبر ماركت و إيداعه لمشترياته في صندوق سيارته تكرَّم و أعاد عربة التسوّق إلى المكان المُخصَّص لها لما رأينا تلك العربات أكثر من سيارات الزبائن في المواقف، ممّا يُسهم في تقليص مساحة المواقف، بل قد نجد بعضها تصل إلى داخل الأحياء السَكَنيَّة !!
إذا كانت عربة التسوّق تحوي بضعة أكياس بسيطة و خفيفة، فَلِمَ لا نضعها في مكانها المُخصَّص أثناء خروجنا من السوبر ماركت و نحمل آكياسنا بأيدينا إلى سياراتنا، حتى نوفر على أنفسنا عناء العودة بها من جديد إلى مكانها، أو نُوَفّر على أصحابها عناء البحث عنها في حال رميناها في أي مكانٍ كيفما اتفق ؟!