فاصلة وجع موجزة
إلى أبي تراب في ذكرى مولده
لا.. لم تكن حلماً نراهُ
ونرتجيهِ
ولا مطرْ.
لا... لم تكن شوقاً تدثرَ
في فلاة القلبِ يستجدي
عناقَ الوصلِ
في ضوءِ القمرْ.
لا .. لم تكن وجعاً تغمدَ حزنَه
في موكبِ الأيامِ
وعداً بالظفرْ.
كنتَ الحقيقةَ في تجليها
وإن عزّت حقائقُ
أو تغشاها
غمامٌ أو شجرْ..
كنتَ الحياةَ لمن أرادَ العيشَ
مغموراً
بوفرٍ
من أثرًْ.
كنتَ النجاةَ من الخطر.
بل أنت
نبع الفطرةِ العذراء
من فمها
انتثرتَ لآلئاً،
ومضت عيونُ الشمسِ
تسكبُها درر.
لا زال ذكرُك
في عروقِ المجدِ
ينهمرُ انهمارَ السيل
ترشفه الشواطئُ
والمآذنُ
والحناجرُ
والمطرْ.
ما زال حبُك فطرةً أولى
ما زال صوتك صرخة أولى
ما زال سيفك صولة أولى
ما زال ظلك نعمة أولى
ما زال سلمك فكرة أولى
ما زال جوعك عفة أولى
وعطفك دمعة أولى
وما زال العلي مظفراً
بنبيهِ ووصيهِ،
وكتابُه المشهودُ
يصدح بالولاء
وبالظفرْ.
لا زلتَ في لغةِ القلوبِ قصيدةً
مخضرة الألوانِ
تشدوها الحمائمُ
والنسائمُ
في الصباحِ
وفي السحر.
رُسمت تباشيرُ الحياةِ
وأينعت
نُزهُ المشاتلِ
والمحابرِ
والزوايا
في تقاسيم القدر.
لكننا..
عذراً، فما عاد الهواءُ
هواءنا الأنقى
فهل صارت مسالكنا العتيقة
من حجر!
عذراً
ففي لغة العدالة
صورة أخرى
تبعثرها الصور
شاهت ملامحُنا
وشاهت في مرايانا
الحقيقةُ والخبر
لا الصبح صبحك حين يشرقنا
ولا تلك المفاوزُ
حين نقرأها
عبر.
شاهت قلوبٌ
ليس يسكنها سوى الخوفُ
البليد
بئست شفاهٌ
حرفها نهرٌ جليد
غامت عيونٌ
ليس تُبصر
غير عورات البشر
عذراً إليك أبا تراب
ها نحن نبحث في مسامات الطريق
عن الطريقْ
ويستفيق الفجرُ
إن غنى حمام
من ضيائك
أو وتر.