قوة الشباب وأفق المستقبل
يظهر الشباب القطيفي نشاطا وتميزاً على مستوى الجنسين (بنين وبنات)، إنهم يحلمون، ويمارسون حلمهم، بقوة، وتخطيط، وإصرار على التنفيذ، تلاحظ ذلك من كثرة المناشط التي تصلك إعلانتها اليومية ، ومن رغبة في أن تستمر بيئة الحياة الجميلة، فتجدهم أمامك يتصدرون المشهد في تعاهد ضمني أن هذه البلاد لا تعرف الموت وتجدد نفسها دائماً.
ولأقدم لكم مثالا، في هذا الأسبوع يوم الثلاثاء 17ـ6ـ1433هـ استضاف منتدى القطيف الثقافي، وبتقديم رائع من الشاب علي فؤاد الجشي، برنامج مستقبلي الذي ترعاه جمعية القطيف الخيرية، كانوا كلهم شبابا في عمر الزهور، ماذا يعملون؟ ماذا يمارسون؟ كيف بدؤوا وإلى أين يصل حلمهم؟
في الحقيقة شاهدت كما مثلي الآخرون عملاً رائعا بدءا بالفكرة فالتنفيذ فالتطوير فالتجديد الدائم، كانوا يمطرونك بأفكار تصب كالسيل الهادر الذي لا يتوقف، وإن لقى عقبة فهو يكتسحها لأنه ينظر إلى هدف بعيد ولا يفكر بالعقبات الصغيرة، اصروا على النجاح فكان نجاحا، وتكاتفوا كي يبدعوا فكان إبداعاً، والتقوا على الخير فكان خيرا على الجميع.
مشروع مستقبلي يخدم فئة الشباب في مرحلة الثانوية بهدف تعريفهم بالتخصصات العلمية لمرحلة الجامعة، منْ منا لم يسأل نفسه هذا السؤال مع أبنائه؟ جاءت هذه المجموعة لتجيب على السؤال بطريقة علمية منظمة ومناشط مختلفة.
لقد رأيت في عيون هذه المجموعة القائدة نور العمل الصالح والتفاني وتجانب الذات والبعد عن المكسب المادي ولا يسعنا إلا أن نقول لهم شكرا، أنت يا أستاذ صادق الجشي، ود. مؤيد عبد الهادي الجشي، ورائد حيلب وعبد الله زكي الشماسي وعلي عبد العزيز الزاير وحسن آل ليث ود. محمد المحروس والأستاذة القديرة تغريد آل إبراهيم (وعذرا لمن لم أحفظ اسمه)، أنتم كوكبة خيرة في سماء مجتمع يكثر بأمثالكم.
بقي أمرٌ واحد وكأنه يضعك أمام حالة لا تعرف لها سببا، كنت أتوقع أن تحضر الندوة فئة الشباب بكثرة للتعرف على منشط مهم وذي فائدة تقوده شريحة ينتمون إليها، كان الشباب أقل حضورا وكأن الأمر لا يعنيهم، وكأنه يتضمن تهميشا ضمنيا لمشروع ناجح ومفيد للمجتمع، هذه الحالة تحتاج إلى معالجة عميقة، فنحن حينما نتحدث عن النقد والحوار المستديم نقول بأن الاتصال المباشر هو أقصر الطرق، وهو يرينا الصورة كاملة، ويقرب بيننا في عملية اتصال دائري لا يوجد فيه طرف خارج الإطار، كنا ننتظر من الشباب أن يقفوا مع بعضهم ويسمعوا بعضهم، ولكن الأمر رغم ذلك سدَّه شيوخ القوم، فقد استمعوا إلى كلام متنوع من سماحة الشيخ حسين البيات ركز فيه على الرؤية الصحيحة للإبداع المستديم، وقدَّم لهم الأستاذ حسن الزاير آراء حول الأسلوب الأمثل في إدارة الذات الناجحة والتنفس خارج المؤسسة المغلقة، وأمدهم الأستاذ عصام الشماسي بآراء متنوعة في طريق التطوير، ورفع مستو الأمل لديهم الأستاذ شكري الشماسي عندما أعلن لهم أن مدارس القطيف الخيرية ستتبنى طباعة كتابهم التعريفي (ذي التكلفة العالية) قائلاً نحتاج فقط إلى أسلوب صحيح.
أقدم هذه الصور كي أقول لشبابنا إن توجدكم بجانب بعض ورفد بعضكم بعضا والإحساس بمسئولية هذا الموقف يجعلكم قوة هائلة، أما ابتعادكم وتفرجكم فهو يمثل دالة سلبية لا نريدها.
ختاما أقول لكم شكرا لكم جماعة برنامج مستقبلي، فأنتم مستقبل جميل جداً.