ثقافة الاختلاف
من أسرار الله في خلقه أن جعل المجتمعات مختلفة في اللون واللغة والعادات والتقاليد ، وتصبح هذه الاختلافات مميزات يتميز بها كل مجتمع عن الآخر وفي المجتمع الواحد يختلف الأفراد فيما بينهم في الآراء والسلوك بحيث يكون لكل فرد صفات شخصية تميزه عن غيره من الأفراد .
وفي هذه الفترة تعاني المجتمعات من حالة اختلاف فكرية نتيجة لعوامل عديدة أثرت في البناء الفكري للمجتمع ، ليس بالضرورة أن يكون هذا الاختلاف ايجابيا أو سلبيا .
الاختلاف بحد ذاته لا يشكل خطورة على المجتمع لو تم التعامل معه بشكل صحيح لأن الاختلاف يؤدي إلى تلاقح الأفكار وتبادل الآراء وربما الخروج بأفكار جديدة تسهم في تطور فكري أفضل للمجتمع .
الأمر المهم الذي يجب أن نلتفت إليه كأفراد في عملية توجيه سلوكياتنا وفي تربية الأجيال القادمة هو أهمية الفصل بين الاختلافات الفكرية وبين الخلافات الشخصية وأن نحرص على أن لا تؤدي هذه الاختلافات إلى نزاعات شخصية تؤثر بالسلب في بناء هيكل المجتمع حيث أنه كلما ازدادت مساحة الخلافات الشخصية ازدادت الفراغات بين أفراده وبالتالي كان بناء المجتمع هشاً ليناً معرضاً للكسر من أي جهة خارجية.
هذا الأمر يحتم علينا تعليم أنفسنا أولا وتربية أجيالنا ثانيا على مبدأ تقبل الآخر وضرورة التعايش معه في جميع نواحي الحياة مهما كان اختلافنا معه , وتجنب الحوارات التي تؤدي إلى نزاعات فردية كالتقليل من شأن معتقدات وأفكار الطرف الآخر والتي قد يتجاوز فيها البعض الحدود ويصل به الأمر إلى القذف والشتم في الطرف المخالف له .
خلاصة القول
يفترض أن يكون أساس التعامل هو الانسانية وأننا معا يداً بيد نمضي لبناء المجتمع على اختلاف أفكارنا ومعتقداتنا وأن هذا الاختلاف سيكون قاعدة أساس قوية لصمود المجتمع بشرط ألا يتحول إلى نزاعات شخصية .