الذكاء الاجتماعي
نصاب بالذهول عند رصد سلوك بعض الأفراد في محطات الحياة المختلفة وأزماتها، والتي قد لا تصل لمستوى أزمة، إذ أن البعض لا يجيد التصرف في مقابلة المواقف المستجدة بحياته، بل يشعر بالصدمة، ويحبس نفسه في زنزانتها، ويحتاج لمن ينجده حتى يخرج مما هو فيه.
العجيب في الأمر، أن البعض قد يكون من حملة الشهادات العليا أو يشغل وظيفة مهمّة وحسّاسة، لكنه يغرق في شبر ماء.
المشكلة هنا، أن بعضنا يحرص على تحصيل المعرفة والعلوم وحفظ المعلومات والحصول على وظيفة يعيش منها، لكنه يُهمل أو لا يلتفت إلى توظيف ما اكتسب في التأثير على سلوكه وتطوير أداءه في الحياة الاجتماعية.
الحياة ليست معلومات تحفظ أو وظيفة نجني من وراءها المال فقط، الحياة انخراط في مجتمع، وهذا الانخراط يجب أن يتم بشكل صحي وسليم حتى يؤتي ثماره، وحتى لا يكون تأثيره في المجتمع له تداعيات سلبية. الحياة تحتاج إلى مرونة في التفكير وسرعة بديهة ومهارة في الأسلوب.
نحن بحاجة لتنمية الذكاء الاجتماعي بين أفراد المجتمع، وحتى يتحقق ذلك الذكاء، فإننا بحاجة لعقل متيقظ فطن، وقلب صافٍ، فبتوفر هذين الاثنين سيكون العقل مستقبلاً جيداً لأي أزمة يواجهها صاحبه، بحيث يستفيد منها ويخرج منها بأقل الخسائر وأفضل المكاسب.
إن الذكاء الاجتماعي سلوك يمكن اكتسابه وتعلمه ما دام العقل متيقظاً والقلب صافياً، وهو ضرورة ملحة حتى ينشأ أبناء هذا المجتمع بشكل صحيح، ويكون لهم دورهم البارز في بناء المجتمع