كربلاء الخليج تستغيث
مصائب كربلاء تعاد في الزمن الحديث بأفظع الألوان فكل شيء فُعل فيها تمادت بفعله السلطة الغاشمة ضدنا, فذاك رضيع قتل وآخر في أحشاء أمه زهق, وهتكت الحرمات, وضربت النساء, وروع الأطفال, واعتقل المرضى والمسنين, واتهم الأبرياء, وتدوم وتطول القائمة بالأحداث بين كربلاء الماضي والحاضر ولكن بدلت السيوف واستخدمت أسلحة أكثر شراسة وعنفا.
أولم يقاوم الحسين ويدافع عن الحق لإعلاء كلمة العدالة؟! فنحن أنصار الحسين وأتباعه ونسير على نهجه وهداه, سندافع عن الحق وننصر المظلوم ولو كلفنا ذلك أرواحنا وفلذات أكبادنا, سنقاوم كما قاوم إمامنا, يقول الله تعالى: (وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيما) فمن أراد الأجر العظيم والمنزلة الرفيعة فليجاهد بالوسائل المتاحة, وكلا في مجاله وقدرته, فالمطالبة بالحقوق ورفض الظلم من الجهاد, فالذي يخرج ويقتل بسيف العدو يصبح شهيدا مخلدا لن يُنسى، لأنه طالب بالحق ورفض الظلم عن مجتمعه وأهله.
إن خيرنا بين العيش ذلا أو الموت عزا فماذا سنختار؟!، دماء شهدائنا تجيب على سؤالنا برفض الظلم ومقاومة الاستبداد والمعتدين, أولم يقل تعالى : )كلا بل لا تكرمون اليتيم ( ؟! بلى قال ذلك، ولكن عادت قريش بإطلاق الرصاص على يتيم مقاوم، وعكسوا الآية : )فأما اليتيم فلا تقهر(, قتل الشهيد منير إلا انه حي عند ربه : ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون, فرحين بما آتاهم الله من فضله), ثم تلاه أخوه في الشهادة الذي فاجأه رصاص الغدر لينهي زهرة شبابه وعمره هذا ما حدث للشاب السعيد زهير السعيد الذي نال السعادة في الدنيا لالتحاقه بركب الشهداء وفي الآخرة نال المقام والدرجة الرفيعة التي كتبت له, هكذا حال من يعارض ويستنكر على الدولة الظالمة قتل الشهداء والأبرياء يُستشهد, ومن يخرج معارضا مطالبا بحقوق مجتمعه يقتل وتزهق روحه, أولم يعرفوا أن (حرمة المؤمن أشد حرمة من الكعبة)؟!, عرفوا بذلك ولكن الدنيا أغرتهم بغرورها .
إن كنتم تعتقدون أن بهذه الطريقة البشعة والمشينة تفرقون المحتجين والمطالبين بحقوقهم المسلوبة فإنكم تزيدونهم قوة وإصرارا وصمودا, أتقابلون شبابا في عمر الزهور والأريج بوابل من الرصاص؟!, وددنا إن نزفهم ولكن قد سرقت الفرحة من ذويهم ومجتمعهم، ولكن هنيئا لهم أزواجا من الحور العين والدرجات العليا .