من اعتدى الشعب أم الشغب ؟!
طلقات الرصاص تدوي في الأحياء حتى تساقط الشهداء واحداً تلو الآخر، وتوالت الأيام إذ يصفعنا بيان كاذب أذاعته قناة الإخبارية تطالب فيه وزارة الداخلية استدعاء الأبرياء المسالمين من أبناء منطقتنا، فنحن أولى وأحق أن نطالبها بالقصاص ممن أطلق الرصاص على شهدائنا الأعزاء, لماذا لم تتكلم حينما نزفت الدماء حتى الموت ظلما وعدوانا، ألم تكن السلطة على مرأى ومسمع من ذلك؟!, أم على أبصارهم غشاوة وفي أذانهم وقرا ؟!
فلتطالب الآن بأسماء الذين قتلوا أبناءنا، كما أُمرنا بالعدل : )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)، فلتعملوا بآيات الله إن كنتم مؤمنين، ولا تطبقوا نفوذكم على الضعفاء الخيرين، ألم تقرؤوا ما قاله الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : ( لا فرق بين عباد الله إلا بالتقوى والعمل الصالح ) ؟!
في ذلك البيان أيضا شوهت سمعة الأبرياء الذين لا تنطبق عليهم تلك الأكاذيب التي لفقوها لهم من سوابق وأسلحة وما شابه، و فوق كل ذلك تضع جائزة كبرى لمن يسلم هؤلاء الأبرياء، ما هذه الألعوبة ؟! تسلم بريئاً.. تأخذ جائزتك, هذا يذكرنا بزمان الدولة الأموية : ( اشهدوا لي عند الأمير فأنا أول من رمى الحسين ) طمعا في الجوائز الدنيوية إذا فارتقبوا الجحيم في الآخرة .
لن نسكت عن هذا الظلم والاستبداد وسنطالب ونطالب بحقوقنا وكرامتنا وعزتنا المسلوبة، فلنوقد الشموع معا فالأمل قريب والفرج أقرب فلنتناصر ولنتكاتف ونكن يداً واحدة على الظالمين.