ثقافة القشور
يُعرف البعض الثقافة على أنها روح الأمة وعنوان هويتها وهي الأساس الذي تبنى عليه الأمم .
على هذا الأساس يمكننا القول أن الثقافة هي الحجر الأساس الذي يبنى عليه هيكل المجتمع ، فهي تدل على مدى رقي المجتمع بأفراده رقياً فكريا واجتماعيا، ويتجلى ذلك في السلوكيات الناتجة من الأفراد .
هنا يحق لنا أن نتساءل عن دورنا كأفراد فاعلين في بناء هيكل المجتمع الثقافي وعن مصادر ثقافتنا ؟
هل قمنا بواجبنا في البناء بشكل سليم ؟
أم أننا نحاول بعجالة تحصيل أكبر قدر من المعلومات دون التحقق منها وحشوها في رؤوس الأفراد بأسرع طريقة ؟
للإجابة على هذه التساؤلات علينا فقط أن ننظر للمجتمع بأفراده نظرة المتأمل الباحث في مصدر المعلومة المكتسبة والتي تبث عبر وسائل التواصل المتاحة والمتزايدة بشكل ملحوظ .
للأسف الشديد نحن نعاني من ضعف مصادر معلوماتنا ومن عدمها احيانا ، في ظل التطور التقني الذي نشهده دون أن تمر المعلومة المكتسبة بمرحلة التحليل والتدقيق وأصبحت أدمغتنا وكأنها أوعية ناقلة فقط تتلقى المعلومة وتبثها دون أدنى تفكير .
ولو أستمر الوضع بهذه الطريقة فإن النتيجة الحتمية أن المجتمع سيصبح بناؤه هشاً ركيكاً كما القشور ويحق لنا أن نطلق عليها ثقافة القشور ،
للقضاء على هكذا ظاهرة يجب أن نتفكر في كل ما يصلنا من معلومات وأن نعلم يقينا أن ليس كل ما ينقل صحيح وأن الثقافة الحقيقية يجب أن تكو متأصلة المصدر والمعنى لا مجرد قشرة متطايرة .
برأيي أن الحل السليم للقضاء على هكذا ثقافة – ثقافة القشور – هو الرجوع للصديق الأوفى في نقل المعلومة وتوثيقها وهو الكتاب ، ويكون ذلك من خلال تشجيع الأفراد على القراءة في جميع مراحل الحياة بدءا من الطفولة مرورا بجميع مراحل الحياة .
هذا التشجيع سيكون له ثماره الجميلة التي ستنعكس إيجابا على المجتمع ، وطرق التشجيع كثيرة؛ وتبدأ من المنزل .
همسة :
جميل أن نسعى لنقل المعلومات الواردة إلينا لكن قبل النقل يجب أن نتفكر في المعلومة ومدى صحتها وأهميتها في إثراء ثقافة الأفراد .