”عليه“.. لعلها تجفوه
إن صعوبة إبصار ”ضياء إيمان“ آباء النبي الأعظم ، لبعض المسلمين، ملاحظ من خلال البحوث عن إيمان آبائه صلوات وسلامه عليهم أجمعين، ولعل ذلك الحجاب لأنهم عاشوا في عصر الجاهلية. نقل العلماء الأدلة الكافية لدفع شبهة أن يكون آباء الأنبياء غير موحدين وفي طليعتهم الشريف المرتضى رضوان الله عليه في كتابه القيم ”الشافي في الإمامة“. على نفس هذا السمو العرشي هناك رجل هو بمرتبة آباء النبي
الطاهرين وسلم ضرب أروع ما يكون مثالاً عن آباء النبي
الطاهرين وسلم بكل المقاييس بشكل إعجازي في الوقت الذي حلقات الجهل وظلماته كانت حول نبي الرسالة تترصده ترصد الكواسر فرائسها وما يمنعها النيل منه هو ذلك الرجل العظيم والحكيم. ذلك الرجل الذي أطعم المخاطر فلذات كبده ليحمي ذلك الابن الأعظم والرسول المقدس. ومن المفارقات أن بعض العناوين المقدسة لدى بعض المدارس المذهبية تنطبق عليه تمام الانطباق والدلائل العقلية والنقلية تثبت شمس إيمانه في كبد سماء الإسلام بل على لسان السماء.. إلا أن الحجب في بعض الحالات لا يكشفها ألف دلالة ودليل لأنها تأبى ذلك ”.. إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَ إِذا أَرادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَ ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ“ «الرعد - 11».
نعم من المعلوم - كما تفطنت عزيز القارئ الكريم - أن الحديث عن الوصي أبو سيد الأوصياء.. مؤمن قريش ودرع النبوة الحصين وبن سيد البطحاء ورئيسها.. فله حكم آباء الأنبياء لأنه والد أوصياء النبي الأعظم النور الأول ومنبع الخير كل الخير صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين بل لعله وصي من أوصياء إبراهيم الخليل على بعض الآراء. وعلى من تصح العبارة الدارجة على الألسن ”المعروف لا يعرف“ إن لم تصح عليه، فمن يمكنه أن يوضح معناه أكثر من أفعاله الطاهرة فداء لرحمة الله للعالمين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. ولكن من جور الزمن - نتيجة لأسباب ذكرها العلماء - أن يُحتاج لأمثاله من نجوم الهدى إلى أقلام كفوءة تشير إلى سطوع شمسه في كبد السماء وهي من أوضح الواضحات كما ذُكر سابقاَ «أقصد أقلام العلماء الأجلاء كالشيخ الأميني رضوان الله عليه لا قلمي العاجز». عموماً، الحديث هذا يعرفه أهل البحوث العقائدية لأن هذه مسألة دارت رحى الاختلاف حولها بين المسلمين، والمنصفون منهم شهدوا بإيمان عمران أو عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف المعروف بأبي طالب
أجمعين وهو أحد وجهاء مكة ورؤساء قريش عامة وبني هاشم خاصة والذي تشير الزيارة المنقولة عن عظيم مكانته قائلةً: ”ﺍﻟﺴَّلاﻡُ ﻋَﻠَﻴﻚَ ﻳﺎ ﺳَﻴﺪَ ﺍﻟﺒﻄﺤﺎﺀِ ﻭﺍﺑﻦَ ﺭَﺋِﻴﺴِﻬَﺎ، ﺍﻟﺴَّلاﻡُ ﻋَﻠَﻴﻚَ ﻳﺎ ﻭﺍﺭِﺙَ ﺍﻟﻜَﻌﺒﺔِ ﺑَﻌﺪَ ﺗَﺄﺳِﻴﺴِﻬﺎ، ﺍﻟﺴَّلاﻡُ ﻋَﻠَﻴﻚَ ﻳﺎ ﻛﺎﻓِﻞَ ﺍﻟﺮَّﺳﻮﻝِ ﻭَﻧﺎﺻِﺮَﻩُ، ﺍﻟﺴَّلاﻡُ ﻋَﻠَﻴﻚَ ﻳﺎ ﻋَﻢَّ ﺍﻟﻤُﺼﻄَﻔﻰ ﻭﺃَﺑﺎ ﺍﻟﻤُﺮﺗَﻀﻰ، ﺍﻟﺴَّلاﻡُ ﻋَﻠَﻴﻚَ ﻳﺎ ﺑﻴﻀَﺔَ ﺍﻟﺒﻠَﺪِ، ﺍﻟﺴَّلاﻡُ ﻋَﻠَﻴﻚَ ﺃَﻳﻬَﺎ ﺍﻟﺬّﺍﺏُّ ﻋَﻦِ ﺍﻟﺪِّﻳﻦِ ﻭﺍﻟﺒﺎﺫِﻝُ ﻧَﻔﺴَﻪُ ﻓﻲ ﻧُﺼﺮَﺓِ ﺳَﻴﺪِ ﺍﻟﻤُﺮﺳَﻠﻴﻦَ، ﺍﻟﺴَّلاﻡُ ﻋَﻠَﻴﻚَ ﻭﻋَﻠﻰ ﻭَﻟَﺪِﻙَ ﻋَﻠﻲٍّ ﺃَﻣِﻴﺮِ ﺍﻟﻤُﺆﻣِﻨِﻴﻦَ ﻭﺭَﺣﻤَﺔُ ﺍﻟﻠﻪِ ﻭﺑﺮَﻛﺎﺗُﻪُ“
فهنا ألقاب وصفات جليلة تستحق الوقوف عندها والتأمل فيها:
سيد البطحاء وبن رئيسها
وارث الكعبة بعد تأسيسها
كافل الرسول وناصره
عم المصطفى وأبا المرتضى
بيضة البلد
الذاب عن الدين وباذل نفسه في نصرة الدين
فكل مفردة تستحق نتساءل عنها.. لماذا قيل سيد؟ ولماذا قيل وارث؟ ولماذا قيل كافل وما معنى الكفالة وعظم مقام كفالة نبي كمحمد الطاهرين؟ وما هي رؤية الدين عن نصرة النبي الأعظم
الطاهرين؟ وهل
و”والد“ هي حشو من الكلام أم المراد معنى قدسياً من وراء ذلك؟ وما معنى بيضة البلد؟ وما هو الذب والبذل وهل هما في مرتبة واحدة أم هناك فرق دقيق بينهما؟
المؤمنون لا يقصرون في الوقوف عند ذلك في ذكرى رحيله الأليم على قلب الرسول الأعظم الطاهرين في شهر الضيافة الإلهية ”شهر رمضان المبارك“ - وكذلك في ذكرى والدة الزهراء عليهما السلام في العام الذي سمي بعام الحزن لعظم الفقد، فلقد مات الناصران للوجود الأقدس صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين -، ومع ذلك لعلنا نحتاج إلى تأملات موسعة فيه شخصه العظيم بجانب الدفاع عن إيمانه من خلال نشر ذلك في وسائل التواصل الاجتماعي بما يواكب ما توفر من إمكانيات جذابة.
ما الجديد هنا إذن؟
وجدت في كثير من النصوص التي تتعرض لذكر اسم أمير المؤمنين - أقصد عند القول الإمام علي بن أبي طالب - تعقب بقول ”
“، فوجدت أن هذا فيه ”جفاء سهوي“ إن صح التعبير فهو قطعاً ليس سلاماً كاملاً يرضي الله ورسوله ووصيه لأن أبا طالب أهل السلام ولعل طالباً كذلك على رأي أن هناك ولداً شقيقاً لأمير المؤمنين
اسمه طالب يكنى به عم النبي صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين... في ظني أن هذه نقطة تستحق الالتفات من المؤمنين خصوصاً مع وجود حملة مجحفة تنعته بالشرك والعياذ بالله.
همسة علوية
روى المجلسي في بحار الأنوار عن الإمام الصادق، عن آبائه: أنّ أمير المؤمنين كان ذات يوم جالساً في الرحبة والناس حوله مجتمعون، فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين أنت بالمكان الذي أنزلك الله به وأبوك معذّب في النار؟!
فقال له علي: مه فضّ الله فاك، والذي بعث محمداً بالحقّ نبياً لو شفع أبي في كُلّ مذنب على وجه الأرض لشفعه الله فيهم، أبي معذّب في النار وابنه قسيم الجنة والنار؟
والذي بعث محمداً بالحق نبياً، إنّ نور أبي يوم القيامة يطفئ أنوار الخلائق إلّا خمسة أنوار: نور محمد ونوري ونور الحسن والحسين ونور تسعة من ولد الحسين، فإن نوره من نورنا الذي خلقه الله تعالى قبل أن يخلق آدم بألفي عام».