الكتابة بين الأمس واليوم والغد
عرف الإنسان الكتابة منذ القِدم؛ فقد «اخترعها لحفظ إنتاجه الفكري وميراثه الثقافي والعلمي من الاندثار ولتتوارثه الأجيال اللاحقة ففي سنة 5000 ق. م، ابتدع الإنسان الكتابة في بلاد الرافدين، وفي سنة 3600 ق. م، ظهرت الكتابة على الألواح الطينية باللغة المسمارية» «1».
ولأهمية الكتابة والحاجة إليها استمرت منذ ذلك التاريخ إلى يومنا هذا وستستمر إلى الأجيال المتعاقبة لنفس الأسباب.
وبطبيعة الحال أن الكتابة تطورت مع الزمن سواء في الأدوات أو الأساليب أو الطرق وحتى الأوعية أن صح التعبير.
فبعد أن كانت الكتابة على العظم والجلد إلى أن أصبحت على القرطاس ومن ثم الورق المتعدد الأشكال والألوان والأحجام، إلى الكتابة بالكمبيوتر والحاسب الآلي والكتابة الالكترونية والنشر الالكتروني، وأخيراً وصلنا إلى الكتابة المسموعة المتمثلة في الكتاب المسموع.
وليسمح لي القارئ الكريم أن أتحدث وأكتب ولو إجمالاً عن تجربتي الشخصية في هذا المضمار حيث بدأت الكتابة عام 1421 هـ ، بكتيب عن إحدى الشخصيات الاسلامية، ثم أصدرت كتابين عام 1424 هـ ، وبعدها بدأت الخوض في غمار الكتابة في الصحف وذلك بداية عام 1426 هـ ، وربما قبل هذا التاريخ بدأت الكتابة الالكترونية في المنتديات وبعض الصحف الالكترونية، أما على مستوى التأليف فأنا أعمل الآن على إصداري العاشر تقريباً وكل إصداراتي ورقية ولم أعمل على إصدار إلكتروني أو ممغنط أو مسموع، ولا أعلم ما هي أسباب عدم قناعتي في التعامل مع مثل هذه الإصدارات من الكتب.
فمن حيث التجربة والعمل على ذلك لم أرى إلا القلة من الأصدقاء المؤلفين من أصدر الإصدارات الممغنطة «cd» والمسموعة وحتى الذين عملوا على ذلك لم يبدوا رأيهم في نجاح التجربة من عدمها؟
هذا بالنسبة للكتابة في الأمس واليوم كما قلنا آنفاً من الكتابة على العظم والجلد إلى الكتابة على الورق والكتابة الالكترونية والكتاب المسموع.
وتبقى الكتابة في المستقبل وماذا يخبئ لنا الزمن، كيف ستكون الكتابة وكيف ستتطور مستقبلاً وكيف نتخيلها كما هي بقية الأشياء وتطورها، كالاجهزة مثلاً، كيف سيكون الجوال على سبيل المثال.
هل ستكون الكتابة مستقبلاً بالضوء مثلاً، هل ستتاح الكتابة بالهواء بجهاز لا يرى بالعين المجردة مثلاً.
كل هذا سيتضح لنا في القادم من الأيام، ويكفينا لننتظر ذلك أن نتمثل بقول الشاعر: -
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا... ويأتيك بالأخبار من لم تزود