شن الحروب الخفية
التحرك بشكل واعي يؤدي لتفادي إثارة الخلافات والخصومات، الأمر الذي يساعد على تقليص فجوة المشاكل الاجتماعية بمعنى آخر إعادة ترتيب الأمور، خاصة أن أصحاب الموقف العدائي يريدون اتخاذ قرار شن الحرب لأن الخلاف كبير، وبالتالي يجب حفظ الأسرار، وعدم الشعور بالقلق تجاه العدو أو الخصم.
- السيطرة على حالة الثوران:
السيطرة على حالة الثوران «هياج، حالة اضطراب شديد» في فترة التحرك الواعي عامل مساعد على استكمال المهمة الشاقة من دون إظهار حالة الخوف تجاه الحواجز الصعبة، فالخصومة إذا كانت شديدة لها تأثيرات سلبية على التماسك الاجتماعي في حال عدم العمل على احتوائها بطريقة واعية، لهذا فإن تحقيق المهمة بصورة متكاملة يحتاج الهدوء ووضع استراتيجية تهدف لمقاومة الضغوطات التي يمارسها العدو في مناطق الصراع الاجتماعي.
وخاصة وأن كل طرف متخاصم أو معادي للآخر يمارس ضغوطات نفسية كوسيلة لزعزعة الحالة النفسية لدى الآخر، من خلال استغلال نقاط الضعف النفسية بغرض التخويف، وذلك من أجل أن لا يستكمل الآخر المهمة التي ينتج عنها العوائق التي يمكن التغلب عليها من خلال التحرك في بشكل واعي والتحكم في مشاعر الخوف.
- تشكيل القاعدة الشعبية السرية والنفوذ الاجتماعي السري:
وللتعامل مع الخصومة الشديدة يجدر تشكيل قاعدة شعبية سرية ونفوذ اجتماعي سري له دور في تحمل الضغوطات التي تمارسها الشرائح البشرية التي تشجع مجتمعات أخرى على نشر المواقف العدوانية، وبالتالي فإن الحصول على تأييد شعبي بطريقة واعية يؤدي إلى تحريك الرأي العام نحو الاتجاه الصحيح، من أجل الخروج من المعضلات الاجتماعية.
ولهذا فإن تأسيس المشاريع السرية يعتبر عامل مساعد على استكمال المهمات التي تضع حاجزا أمام تنمية مستوى القوة الإرادية التي تحسن الأوضاع، وذلك من أجل توفير البيئة الإيجابية والفعالة التي تعمل على احتواء الحروب الخفية والخصومة.
- اتخاذ القرارات الواعية:
وما يمكن تحقيقه بشكل فعال هو اتخاذ القرارات بشكل مناسب من خلال بناء التحالفات الحربية باتباع وسيلة استراتيجية، إضافة لتنفيذ الإجراءات السرية باتباع أساليب استراتيجية تغرض للسيطرة على الخلافات، وذلك من أجل تفادي إثارة الحروب الخفية «الاجتماعية».
- الأساليب التي يستخدمها الخصوم مع المتخاصمين معهم أو المعادين لهم:
فمن هنا يمارس الأعداء مختلف أساليب التخفي في سبيل إحباط الأنشطة التي تساعد على تحسين العلاقات وتقريب وجهات النظر وتعزيز النقاش الهادئ من أجل احتواء خلافات حصلت في السابق أو الوضع الحالي، وخصوصا وأن كل طرف لديه أعداء وخصوم معينين يستغلون العيوب الخاصة بالأطراف الأخرى بغرض نشرها بين البشر، ويتصيدون الأخطاء عن طريق استغلال الملفات القديمة أو السرية بهدف القضاء على المبادرات الإيجابية الخاصة بالخصم أو العدو، وذلك كي بتم إشعال النزاعات الاجتماعية، وبالتالي فإن كل طرف يبحث عن نقطة ضعف خصمه وعدوه بطريقة خفية تهدف لوضعه تحت تأثير الخوف الزائد حتى يتم هزيمته نفسيا.
- المسارات التي يتاخذها الأعداء والتي تهدف لإشعال الحروب الخفية «مع الطرف المتخاصم معهم»:
لهذا السبب فإن العدو أو الخصم يتخذ المسار الذي لا يحقق التقارب والمشتركات، حيث يعمل على استغلال الملفات القديمة أو استغلال الملفات السرية الخاصة بالآخر، بدافع الانتقام بطريقة غير مباشرة، لأن عدم الإقرار بالأمور المشتركة يفقده القدرة على مناقشة الخصم أو العدو بأسلوب الذي يبعد الشخص عن التمسك بالمصالح والأنانية والاطماع الشخصية.
- تقريب القلوب بين الأطراف المتخاصمة من دون الإنسياق وراء الأنانية والاطماع والمصالح الاجتماعية والشخصية:
العمل على تقريب الثقافات والاختلافات الأخرى بشكل واضح ينعكس بشكل فعال على الأطراف المقابلة، بينما هناك من يعزز أساليب التخفي بهدف تحقيق أهداف معينة تصب في إشعال نيران الأحقاد النفسية مع الخصم أو العدو، لاسيما وأن مهارة البحث عن النقاط التي تساعد على تحقيق المشتركات ضعيفة المستوى، وذلك نتيجة الانسياق وراء الأنانية والأطماع الإنسانية والمصالح.
- التعامل مع الفئات المتخفية بطريقة إيجابية:
إن التعامل مع الفئات المتخفية في المجتمع يعتبر من الأمور الصعبة، بسبب الاستراتيجات والهجمات العدوانية الخفية التي يضعها العدو أو الخصم في مناطق الصراعات الخفية، ولعل ذلك يكون بسبب وجود مجتمعات تمارس الضغوطات النفسية على مجتمعات أخرى باتباع وسيلة التخفي التي تؤدي للسيطرة على عقولها، لتعزيز النفوذ الاجتماعي، وتوسيع قاعدتها الشعبية لإثارة الرأي العام وإقلاق الأطراف الأخرى.
وجود فئات تدرك ما يحدث يعتبر من الأمور الأساسية لإطلاق المشاريع المساعدة التي تساعد على مقاومة العوامل الاجتماعية السلبية، فهناك أطراف متخفية، وخاصة وأن الأمر صعب من جهة التعامل مع التخفي الذي يكون الهدف منه هو تصيد الأخطاء وتتبع العيوب لبث الخوف بالنفوس، فهو لا يصب في تهدئة الأوضاع أو لا يصب في تخفيف الضغوطات بشكل عام.